افتتح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السنغافوري تيو تشي هين أمس (الاثنين) قمة مدن العالم 2010 وأسبوع سنغافورة الدولي للمياه 2010 بتحذير لبلدان العالم بضرورة مواجهة تحديات المدن الكبرى التي قال إن على العالم أن يتوقع ازدهار 29 منها بحلول سنة 2025، بينما لم يكن في العالم في عام 1950 سوى مدينتين كبريين، هما طوكيو ونيويورك. وأضاف أن المدن الكبرى من الدرجتين الثانية والثالثة ستواصل نموها سريعاً في البلدان النامية. وشدد على أن السكان يفدون إلى المدن الكبرى بحثاً عن حياة أفضل وفرص عمل، ولذلك يتعيّن على دول العالم أن تدرس أفضل السبل لإدارة نمو المدن، بما يلبي تطلعات السكان، وبما يكفل الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد التي يتقاسمها سكان تلك المدن. وذكر نائب رئيس وزراء سنغافورة - أمام حضور دولي كبير ووفد من المؤسسة العامة لتحلية المياه في السعودية – أنه على رغم أن المدن تنتج بضائع وخدمات يريدها السكان، إلا أن الوجه الآخر للعملة يتمثل في أن تلك المدن لديها شهية مفتوحة للموارد وكميات ضخمة من الفضلات التي يتعيّن التخلص منها. كما أنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وتسهم في انبعاثات غاز الكربون. وفضلاً عن ذلك فإنها تنطوي على تحديات من قبيل الزحام وتلوث الهواء والمياه والمخاطر التي تستهدف الصحة العامة. وقال هين إن من أكبر التحديات التي تواجه المدن ضمان توافر إمدادات كافية وآمنة ورخيصة من المياه. وأوضح أن تأمين تلك الإمدادات غير المهددة بالانقطاع يتطلب في الغالب، جهوداً جماعية من الدول الرئيسية في منطقة بعينها أو المتشاركة في حوض أحد الأنهار. وأشار إلى تجربة سنغافورة منذ استقلالها في عام 1965 مع ندرة مصادر المياه، وما يتصل بها من المشكلات المعهودة في المدن الكبرى، كالبطالة والإسكان والصحة العامة والسلامة والمواصلات والتعليم وتوفير مياه صالحة للشرب. وأضاف نائب رئيس وزراء سنغافورة أن الحلول المبتكرة أفضت إلى ضرورة تحلية مياه البحر وإنتاج مياه جديدة من المياه المستعملة كمياه الصرف الصحي، وهي حلول أثبتت جدواها في العالم كله وليس سنغافورة وحدها. وشدد على ضرورة الاستعانة بالقطاع الخاص في التوصل إلى حلول تتيح الانتفاع من التقدم التكنولوجي في مجالات معالجة مياه البحر ومياه الصرف الصحي لتلبية حاجات المدن الكبرى. وأشار إلى أن سنغافورة تعهدت خفض انبعاثات الغازات الدَّفيئة بنسبة 16 في المئة بحلول سنة 2020. لكنه قال إن تنفيذ ذلك التعهد رهن بالتوصل إلى معاهدة دولية جامعة في شأن الحد من التسخين الحراري للكرة الأرضية. بيد أن سنغافورة ستواصل ترشيد استخدام الطاقة في جميع القطاعات للتوصل إلى الخفض المأمول في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. يذكر أن قمة مدن العالم التي بدأت أعمالها في سنغافورة أمس تعقد بشعار «مدن مستدامة وصالحة للمعيشة مستقبلاً»، فيما يعقد الأسبوع الدولي للمياه بشعار «المدن المستدامة... مياه نظيفة بكلفة معقولة». ويشارك وفد سعودي في المناسبتين يضم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية السعودية لؤي المسلم ومحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه فهيد الشريف. وتشارك في دعم القمتين مؤسسة سنغافورة العالمية التي تقود العمليات الاقتصادية الخارجية لسنغافورة، بما في ذلك تعزيز النمو الخارجي للشركات التي تتخذ سنغافورة مقراً. ولديها خمسة مراكز في الشرق الأوسط في الرياضوجدة والدوحة وأبوظبي ودبي.