اعتبرت طهران أمس، ترجيح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا امتلاكها كمية من اليورانيوم تكفي «لإنتاج قنبلتين» نوويتين، مجرد «حرب نفسية»، فيما أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن «قلقه» لتلك المعلومات، داعياً في الوقت ذاته الى «التدقيق» في صحتها. جاء ذلك بعدما قال بانيتا لشبكة «اي بي سي» الاميركية الاحد، ان ايران تملك كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب تكفي «لصنع قنبلتين» ذريتين، مضيفاً: «سيلزمهم سنة من دون شك (لصنع القنبلة) وسنة أخرى لاحقاً لتطوير نظام عملاني لاستخدام هذا السلاح». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست قوله ان تصريحات بانيتا «جزء من حرب نفسية أُطلقت لاعطاء انطباع سلبي عن النشاطات النووية السلمية لايران»، مضيفاً ان «المسؤولين الاميركيين وخصوصاً اجهزة استخباراتهم، يعلمون اكثر من اي كان ان البرنامج النووي الايراني ليس عسكرياًَ». في تورونتو، دعا ميدفيديف الى «التحقق من هذه المعلومات، إلا ان معلومات كهذه تكون حتماً مقلقة، خصوصاً أن الاسرة الدولية لا تعتبر ان البرنامج النووي الايراني يتمتع بالشفافية». وقال: «إذا ثبت صحة ما تقوله أجهزة الاستخبارات الأميركية، ذلك سيزيد من توتر الوضع ولا استبعد ان يتطلب الامر تدقيقاً إضافياً». جاء تصريح ميدفيديف بعدما حضت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في بيان ختامي أصدرته في هانتسفيل قرب تورونتو، طهران على اقامة «حوار شفاف» حول برنامجها النووي. وانتقد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني بيان مجموعة الثماني، معتبراً أنها «تسير في الطريق الخطأ». وقال: «هؤلاء يعيشون في تخبط دائم وضلوا الطريق الذي كان عليهم أن يسيروا فيه، ولو كانوا حقاً يريدون تسوية الملف النووي الإيراني، عليهم عدم تقديم اقتراحات خارجة عن نطاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف: «يواصلون إصدار القرارات، وليسوا صادقين في قراراتهم وفي المبادرات التي يطرحونها، إنهم يصدرون قرارات من جهة ويقترحون إجراء حوار من جهة أخرى». أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فاعتبر إن «أعداء الجمهورية الاسلامية يريدون منع الشعب الإيراني من تحقيق نهضة عظيمة، حتى لا تصبح نموذجاً للبشرية»، لافتاً الى أن «الشعب الإيراني يقف على أعتاب تحقيق قفزة كبيرة». وقال خلال مراسم تدشين مصنع للصلب في ناتانز وسط البلاد، ان «العقوبات والتهديدات الاميركية والغربية ضد ايران لا تستهدف فقط إعاقة تقدّم ايران في مجال التكنولوجيا النووية، بل الحيلولة دون ان تتحوّل إيران الى قوة اقتصادية وصناعية عظيمة». في غضون ذلك، طلب المصرف المركزي في دولة الإمارات العربية المتحدة من جميع المصارف والمؤسسات ومحلات الصيرفة العاملة في البلاد، تجميد حسابات 41 مؤسسة وشخصاً إيرانيين، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1929. وأكد المصرف المركزي الاماراتي في تعميم أرسله الى المصارف والمؤسسات المالية والاستثمارية العاملة في البلاد، تجميد حسابات 41 مؤسسة وشخصية ايرانية شملها قرار مجلس الأمن والملاحق التابعة له. وأكد مصدر مسؤول في المصرف المركزي الاماراتي أن هذا التعميم صدر في اطار التزام دولة الامارات بقرارات مجلس الأمن، مضيفاً ان «هذا التعميم اجراء احتياطي، وليس بالضرورة أن يكون للمؤسسات والأشخاص الذين شملهم قرار مجلس الأمن حسابات في المصارف الإماراتية». وكانت مصادر في دبي كشفت أن السلطات في الامارات «أغلقت أكثر من 40 شركة لمخالفتها قرار العقوبات الدولية المفروضة على إيران». وذكرت أن «تلك الشركات باعت منتجات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية. وأكد المصرف المركزي الاماراتي في تعميمه أن على جميع المصارف والمؤسسات المالية ومحلات الصيرفة المرخصة من المصرف، الالتزام بهذا القرار في شكل تام. وأوضح أن القرار يشمل المؤسسات والأفراد الواردة أسماؤهم في الملاحق التابعة لقرار مجلس الأمن، خصوصاً المتورطين في النشاطات الصاروخية والنووية الإيرانية. ولفت التعميم الى أن الملحق الأول يشمل 22 مؤسسة وشخصاً إيرانياً واحداً متورطين في النشاطات الصاروخية والنووية، فيما يشمل الملحق الثاني 15 مؤسسة تابعة ل «الحرس الثوري» الايراني، كما شمل الملحق الأخير ثلاث مؤسسات تعمل لحساب شركة الملاحة الإيرانية. وأكد التعميم على ضرورة التزام جميع المصارف والمؤسسات المالية ومحلات الصيرفة الايرانية العاملة في الامارات بهذا القرار الخاص بتجميد حسابات وودائع تلك المؤسسات الواردة في قرار مجلس الأمن. ودعا التعميم المصارف والمؤسسات المالية العاملة في الامارات، الى الاتصال بوحدة غسيل الأموال والحالات المشبوهة في المصرف المركزي، لضمان الالتزام بهذا القرار وتقديم الوثائق اللازمة التي تثبت ذلك. وفي باريس، أعلن ناطق باسم شركة «توتال» أن مجموعة النفط الفرنسية أوقفت بيع المنتجات المكررة إلى إيران. جاء ذلك بعدما أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ان «توتال» ستوقف تسليم طهران مشتقات نفطية، بعدما اقرت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة على ايران تستهدف عرقلة إمدادها بالبنزين من خلال تقديم مشتقات نفطية او من خلال مساعدتها على امتلاك القدرة على التكرير. وفي مدريد، أعلن ناطق أن «ريبسول» أكبر شركة نفط إسبانية انسحبت من عقد فازت به مع «رويال داتش شل» لتطوير جزء من حقل بارس الجنوبي في إيران. ورفض ناطق باسم «شل» تأكيد ما إذا كانت الشركة ستواصل تطوير المرحلتين 13 و14 من المشروع، لكنه أشار إلى أن الشركة ستلتزم بأي قيود تجارية دولية تفرض على إيران.