أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، أنها ليست «قلقة» على رغم تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعرقلة تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي سمح بخفض ملحوظ لتدفق المهاجرين إلى أوروبا. وقالت مركل للصحافيين في نهاية اجتماع لمجلس الوزراء في ميسيبيرغ (شرق): «لست قلقة. من الممكن أن تستغرق بعض القضايا وقتاً أطول، لكننا سنلتزم الاتفاقات». وكانت مركل التي تعتبر مهندسة الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، تجيب على سؤال عن تصريحات أردوغان الذي حذر الثلثاء من أن البرلمان التركي سيعرقل تطبيق الاتفاق المتعلق بالمهاجرين، إذا لم يحصل تقدم في شأن إعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرات في فضاء «شنغين». وكانت مركل التي حضرت إلى اسطنبول للمشاركة في أول قمة إنسانية عالمية، قالت إن من غير المرجح إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى فضاء «شنغين » بتاريخ الأول من تموز (يوليو) المقبل، ما دامت تركيا لا تزال حتى الآن ترفض الانصياع لأحد الشروط المطلوبة منها. وجعلت أنقرة من إعفاء مواطنيها من التأشيرات شرطاً أساسياً لمواصلة تنفيذ الاتفاق المثير للجدل حول المهاجرين الذي ساعد في خفض كبير لعمليات العبور غير الشرعي إلى اليونان. وأوضحت مركل الاثنين إثر لقائها أردوغان: «قلت بوضوح أن الطريق نحو الإعفاء من التأشيرة يمر عبر 72 بنداً»، مضيفة «نحن بحاجة إلى تطبيق هذه البنود لإعفاء (الأتراك) من تأشيرة الدخول». في غضون ذلك، استأنفت الشرطة اليونانية أمس، إخلاء مخيم ايدوميني على الحدود مع مقدونيا، لنقل أكثر من ستة آلاف مهاجر ما زال يكتظ بهم إلى مراكز إيواء قريبة. وقال مصدر في الشرطة التي نشرت لهذه العملية 700 عنصر مدعومين بمروحية: «استؤنفت عملية الإخلاء ونأمل اليوم بالتوصل إلى نقل العدد نفسه من الأشخاص تقريباً الذي نقلناه بالأمس» حين أجلي 2031 مهاجراً ولاجئاً. وتابع المسؤول في الشرطة أن «العملية تتواصل بصورة طبيعية وبهدوء كما بالأمس»، مشيراً إلى أنه لن يسمح اليوم أيضاً لوسائل الإعلام بالاقتراب من المخيم باستثناء التلفزيون العام اليوناني «اي آر تي» ووكالة الأنباء الرسمية. وقال مصدر في الشرطة المحلية إن عشرات من سكان مخيم ايدوميني غادروا في حافلات. وكان التعداد الرسمي لسكان المخيم الاثنين عشية العملية 8400 شخص، بعدما وصل هذا العدد في السابق إلى 12 الفاً. وأصدر الجهاز اليوناني لتنسيق أزمة الهجرة في وقت سابق بياناً أعرب فيه عن ارتياحه ل «حسن سير المرحلة الأولى من عملية» إزالة المخيم التي ستستمر ما لا يقل عن أسبوع. جنسيات المهاجرين وأوضحت الشرطة أن بين المهاجرين الذين نقلوا الثلثاء، 662 سورياً و1273 كردياً من سوريين وعراقيين وأتراك، و96 أيزيدياً. وتهدف العملية التي رحبت بها المفوضية الأوروبية، إلى إجلاء آلاف المهاجرين المقيمين منذ أشهر في المخيم في ظروف صعبة غالباً ما نددت بها المنظمات الإنسانية. كما تعتزم الشرطة وفق المسؤول منع أي مهاجرين من مواصلة نصب خيم في نقاط أخرى من المنطقة الحدودية. وعلق آلاف المهاجرين واللاجئين من سوريين وعراقيين وأفغان وباكستانيين وإيرانيين ومغاربة، في مخيم ايدوميني بعد آذار (مارس) الماضي، عند إغلاق طريق البلقان التي كانوا يسلكونها للوصول إلى أوروبا الشرقية. وأثار اكتظاظ المخيم بالمهاجرين استياءً متزايداً بين المزارعين المحليين وتوتراً مع مقدونيا المجاورة، ووقعت حوادث متكررة بين المهاجرين والشرطة، واحتج المصدرون على قيام المهاجرين في أحيان كثيرة بعرقلة حركة القطارات مع شمال أوروبا. ونقلت الدفعات الأولى من المهاجرين إلى مراكز إيواء في سيندوس، المنطقة الصناعية في تيسالونيكي، كبرى مدن شمال اليونان. إلا أن مئة منهم رفضوا الدخول إلى المركز وغادروا سيراً على الأقدام إلى وسط المدينة، بوفق مصدر في الشرطة. وقال المصدر: «إننا نحاول الفصل بين الجنسيات لتفادي الاحتكاكات في ما بينها التي غالباً ما حصلت في الآونة الاخيرة». وكان العديدون وبينهم عائلات مع أولاد، جمعوا أغراضهم في أكياس نفايات، وآخرون كدسوها في عربات للأطفال. وكانت مجموعة من الأولاد تنتظر أمام خيمة، فيما آخرون يلعبون. وأكدت المنظمات غير الحكومية القليلة التي بقيت في المكان عدم استخدام العنف، لكنها أبدت مخاوف حيال قدرتها على التكفل بمن تبقى في المخيم وتأمين الطعام والعناية لهم، بعد تخفيض عديد عناصرها التي سمحت الشرطة ببقائهم في المخيم. وبعد إرجائها عدة مرات، باشرت السلطات اليونانية عملية الإخلاء الثلثاء مع توافر مراكز إيواء لأكثر من ستة آلاف شخص في المنطقة. وهناك حاليا اكثر من 54 الف مهاجر عالقين في اليونان، وفق تقديرات الحكومة. وأحصت المنظمة الدولية للهجرة 190 ألف مهاجر دخلوا بحراً إلى أوروبا منذ مطلع العام، فيما قضى 1359 مهاجراً أثناء الرحلة.