اعتبرت اليونان أمس، ان استخدام القوة ضد المهاجرين «خطر ومؤسف» واتهمت سلطات مقدونيا باستخدام الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع لإبعاد حشود على الجانب اليوناني من الحدود. وقال جورج كيريتسيس وهو ناطق باسم منسقي الهجرة في الحكومة اليونانية ان «استخدام المواد الكيماوية والرصاص المطاط وقنابل الصوت من دون تمييز، ضد مجموعات من الضعفاء بخاصة مع عدم وجود أسباب لهذه القوة يمثل تصرفاً خطراً ومؤسفاً». وقالت مصادر من الشرطة المقدونية إن الشرطة لم تطلق سوى الغاز المسيل الدموع بعدما اندفع المهاجرون باتجاه سياج حدودي أمس. وأصيب عشرات المهاجرين بجروح في ايدوميني عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مجموعة منهم حاولت اقتحام حاجز على الحدود اليونانية - المقدونية، كما قال مسؤول في منظمة «أطباء بلا حدود». وأوضح اخيلاس تزيموس أن «عشرات الأشخاص جرحوا، وأصيبوا خصوصاً بمشكلات تنفسية، وتم نقل ثلاثة الى مستشفى كيلكيس» المدينة القريبة من ايدوميني، فيما قال مصدر في الشرطة المقدونية ان ثلاثة شرطيين مقدونيين اصيبوا في رشق بالحجارة. وأُطلق الغاز المسيل للدموع على حشد يضم أكثر من 500 شخص تجمعوا عند السياج في مخيم إيدوميني. وقال مصدر من الشرطة اليونانية إن هناك «توتراً» في المنطقة لكنه رفض إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال مسؤول من مقدونيا طلب عدم نشر اسمه إن عدداً كبيراً من المهاجرين تركوا مخيم إيدوميني في الصباح وحاولوا اقتحام السياج. وأضاف المسؤول «ألقوا الحجارة على شرطة مقدونيا. وألقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع رداً على ذلك». وتابع ان «المهاجرين كانوا يحاولون اقتحام السياج لكنهم يقفون على الجانب اليوناني من الحدود. السياج ما زال قائماً لم يقتحموه». ويقيم أكثر من عشرة آلاف مهاجر ولاجئ في المخيم في اليونان منذ شباط (فبراير) الماضي بعد أن تقطعت بهم السبل نتيجة لحملة إغلاق الحدود في منطقة البلقان. ويطالب المهاجرون في مخيم إيدوميني بفتح الحدود لكن لم يسمح لأي منهم بالعبور منذ أسابيع. وتحاول السلطات اليونانية إقناعهم بالتحرك باتجاه مراكز استقبال لكن دون جدوى. وتدفق أكثر من مليون شخص من الفارين من الصراعات على أوروبا عبر اليونان بالأساس خلال العام الماضي. وينفذ الاتحاد الأوروبي اتفاقاً يقضي بإعادة جميع من يصلون حديثاً إلى أراضيه لتركيا إذا لم تنطبق عليهم معايير اللجوء. يأتي ذلك غداة غرق خمسة مهاجرين بينهم طفل صباح السبت في بحر إيجه قبالة جزيرة ساموس اليونانية، عندما انقلب مركب ابحروا على متنه من تركيا، فيما اعتبر اربعة آخرون مفقودين، كما أعلن خفر السواحل. وهذا الحادث هو الأول الذي يسجل في بحر إيجه منذ توقيع الاتفاق الأخير بين الاتحاد الاوروبي وتركيا والذي يجبر اليونان على ان تعيد الى تركيا اي مهاجر غير شرعي وصل الى اراضيها بعد العشرين من آذار (مارس) الماضي. ويشمل هذا الإجراء طالبي اللجوء في حال رفضت السلطات اليونانية طلبهم. وقالت مسؤولة في خفر السواحل ان «خمسة اشخاص نجوا وأربعة فقدوا، في حين غرق خمسة آخرون هم طفل وأربع نساء عندما انقلب المركب المطاط الذي كانوا على متنه ويبلغ طوله 3.5 امتار». وبين الناجين شخص يشتبه بأنه مهرب المهاجرين وقد اعتقل، وفق بيان لخفر السواحل مساء السبت.