على رغم صغر سنها وحداثة تجربتها في الإعلام المرئي، استطاعت المذيعة في قناة «الثقافية» السعودية بدور احمد، تقديم نفسها عبر برنامج «مبدعات» بشكل لافت. وإذا كان كثيرون يستغربون أن تختار شابة قناة ثقافية محطة انطلاق أولى لها في عالم التلفزيون، فإن هذا الاستغراب تبدده بدور بقولها: «كنت أشعر دائماً بأنني أمتلك قدرات تؤهلني للعمل في التقديم التلفزيوني، وأقترن هذا الشعور برغبتي في أن أظهر على شاشة قناة «رصينة»، وهو ما حدث، حين أتيحت لي فرصة العمل في «القناة الثقافية» صدفة. فأثناء تقديمي حفلة افتتاح قسم الإعلام للطالبات في جامعة الملك سعود في الرياض بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وجه الوزير خلال حديثه للطالبات الدعوة لكل من ترى في نفسها القدرة على العمل في القنوات التلفزيونية السعودية، مشدداً حينها على أن هذه القنوات في حاجة إلى كفاءات أكاديمية إعلامية لتشغلها، وكانت دعوته حافزاً لقرع أبواب التلفزيون السعودي». وتروي أحمد انها فوجئت حين توجهت لملء خانة الرغبات الدراسية، بخلو الاستمارة من «قسم الإعلام»، بما ان لا قسم إعلام خاص بالبنات في جامعة الملك سعود. لكنها لم تركن إلى الاستسلام، وبقيت مصرّة على تحقيق حلمها، لتجد نفسها ممسكة به بعد سبع سنوات: «حين أُنشئ قسم إعلام للدراسات العليا لدرجة الماجستير تقدمت اليه قبل التخرج، وحصلت على الموافقة قبل أيام قليلة من تخرجي، ساعدني في ذلك ارتفاع معدل درجاتي، وخضعت لكل إجراءات واختبارات التقدم واجتزتها بسلام». دخلت المذيعة السعودية إلى التلفزيون من بوابة الصحافة، اذ التحقت أثناء دراستها الجامعية بصحيفة «رسالة الجامعة» وفيها تدربت وتمرست على العمل الصحافي بأدواته ومتاعبه: «أثناء دراستي كنت أحد أعضاء هيئة التحرير في الصحيفة، وأول عمل لي صدر عن قسم الحوارات، وكنت ارفض آنذاك إجراء الحوارات لمجرد توفير مادة صحافية فقط، لأنني كنت أريد صناعة حوار متكامل يمر بكل مراحله المهنية المتعارف عليها، وهو ما تحقق لي بتشجيع من مدير قسم الحوارات والمنوعات في رسالة الجامعة نايف الحميدين، لأنتقل بعدها إلى قسم التحقيقات، حيث كنت أعد مراحل التحقيق كافة ابتداء من الفكرة وتحديد المحاور مروراً بجمع المعلومات والإفادات من الميدان والتصوير، وصولا إلى تحرير المادة في شكلها الأخير». وترى بدور أن برنامج «مبدعات» له طبيعة خاصة، نافية أن يقتصر الإبداع على المثقفات وحدهن. «الإبداع سمة كونية تجدها أينما ذهبت، لكن المثقفات ربما هن الأقدر على إبرازها بشكل جيد أكثر من غيرهن»، تقول، مؤكدة أن «المثقفة السعودية نجحت في تقديم نفسها كما ينبغي، وكما يليق بها، ساعدها على ذلك إطلاق قناة تعنى بالمثقف عموماً رجلاً كان أو امرأة». وتضيف: «يحسب للقناة الثقافية أنها أغلقت الباب الذي كان يستغله بعض المغرضين للنيل من المرأة السعودية، ومن ثقافتها، وقدمت صورة حقيقية عادلة عنها، بدون تضخيم أو تسطيح، وصححت إلى حد كبير الصورة المغلوطة عنها، وهو مطلب كنا نبحث عنه دائماً». وتبدو بدور غير عابئة بما يقال من أن العمل في قناة «الثقافية» أقل حضوراً على الساحة منه في أي قناة أخرى، وتؤكد ان «الإعلام الآن يتجه نحو التخصيص لا سيما الإعلام الفضائي، وربما نظراً الى نخبوية القناة إلى حد ما، وتعاطيها مع شأن لا يهتم به كثر تقل نسبة مشاهدتها، إضافة إلى حداثة نشأتها، ونحن مازلنا في أول الطريق ونعي ذلك جيداً، لذلك لا أعتقد بأن هذا الأمر يشغل القائمين على القناة كثيراً». وتتوقع أحمد أن تكون القناة نقطة انطلاقها إلى الفضاء العربي، لافتة إلى أن حلمها يتجه صوب شاشة «ام بي سي» لأنها «الأكثر حضوراً وانتشاراً على الساحة».