ردت القاهرة أمس بقوة على تصريحات قادة حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» التي حمّلوا فيها مصر مسؤولية تعثر المصالحة الفلسطينية، واعتبرت تلك التصريحات «محاولة من قادة حماس للتملص من مسؤولياتهم تجاه تعثر المصالحة». ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي ردود فعل حركة «حماس» على تصريحاته التي أطلقها قبل 3 أيام ب «الانفعالية والمرتبكة»، مشيراً إلى أن «بعضهم لا يريد الفهم، والبعض الآخر يتابع ما يحدث بسعادة وربما يريد أن يزيد الأمر اشتعالاً». وانتقد زكي محاولات «شخصنة الأمور» وأكد أن العلاقات بين «حماس» و «القاهرة» غير جيدة. هم يتبعون منهج شخصنة الأمور، ويخطئ من يظن أن تلك الأمور تؤخذ في شكل شخصي»، منبهاً إلى أن «إمعان البعض في «حماس» باستخدام هذا الأسلوب عقيم بخلاف أنه مرفوض». وأدلى زكي بتصريحاته أمس في وزارة الخارجية تعليقاً على ردود بعض قادة «حماس» حول الموقف المصري من جهود المصالحة. وأكد زكي رفض بلاده في شكل قاطع «الدخول في لعبة تحميل المسؤوليات. فمصر لا تريد الانزلاق إلى مثل هذه الأمور على الإطلاق. أما محاولات التشكيك في التصريحات، ونقل (الأخبار) والتسريبات الصحافية فهذه اساليب مكشوفة ولن تحقق شيئاً يذكر، ولن تدفع بالأمور إلى الأفضل، بل على العكس»، داعياً «حماس» إلى «عدم اللجوء إلى تلك الأساليب لأنها لن تفيد سوى في المزيد من التوتر، والابتعاد من إنجاز المصالحة بدلاً من تحقيقها كما نريد جميعاً». وأضاف ان «التطورات الأخيرة وبعض التسريبات الإعلامية كشفت عن الإشكال الحقيقي، وهو أن البعض يريد أن يدخل مصر في لعبة تحميل مسؤوليات حول توقف جهود المصالحة. فحماس تريد التخلص من هذا العبء الكبير، عبء تحمل مسؤولية فشل المصالحة، الذي تحمله منذ نهاية العام الماضي». وكشف زكي أن «ما طرح خلال زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى غزة في موضوع المصالحة تم تقويمه ودراسته من جانب مصر في شكل دقيق، وأن تلك الأفكار عن مسار جديد للحوار (تفضي) عن شيء جديد اسمه التفاهم حول المصالحة، ويفترض أن تنتج منه وثيقة جديدة». وأوضح «ما تم طرحه يفتح مساراً جديداً للمفاوضات بين حركتي فتح وحماس غير محددة المدة، بعد التوقيع الشكلي على الوثيقة المصرية»، معتبراً أن ذلك «يفرغ مرجعية وحجية الوثيقة من مضمونها بل ويضعها على الرف»، وأكد: «أما المنهج الذي تقول مصر به فهو أن يتم التوقيع أولاً لإثبات حسن النيات، وعند التنفيذ يتم أخذ كل ملاحظات الفصائل في الاعتبار، وهناك فارق كبير بين المنهجين. أما بقية التفاصيل فهي تخص الفصائل ذاتها، مثل موضوع تشكيل حكومة التكنوقراط بعد التوقيع على الوثيقة، فقد وافقت عليها حماس أخيراً، وهو يقرب المواقف من بعضها. وهذا أمر يسعدنا»... ولفت الى تداول «افكار تتحدث في شكل واضح عن سعي لاستبدال الدور المصري، ونحن نعلم من يسعى لهذا». وحول الموقف المصري من الأنباء التي تتحدث عن أن «حماس» في غزة بصدد نقل النصب التذكاري للجندي المصري المجهول في خان يونس من مكانه، قال زكي: «نأسف بشدة لمثل هذا السلوك، فهذا التصرف يعكس استخفافاً كبيراً وغير مقبول بذكرى الشهداء المصريين الذين قضوا في فلسطين ورووا بدمائهم الطاهرة أرضها»، معتبراً ان «هذا الأمر يذهب في استفزاز مصر رسمياً وشعبياً إلى مدى بعيد، ولا أعتقد أن هذا في مصلحتهم».