أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم (الاثنين)، شن عملية عسكرية لتحرير مدينة الفلوجة، آخر قلاع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في البلاد بعد الموصل، وستشارك في المعركة أربع تشكيلات قتالية بقيادة الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي ينتقده قادة «الحشد الشعبي»، وكان قائد عملية تحرير تكريت. وقال العبادي في سلسلة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «نبدأ عملية تحرير الفلوجة». وكان الجيش العراقي طلب أمس من أهالي الفلوجة الاستعداد لمغادرة المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في مؤشر محتمل على شن هجوم، وفق ما ذكر التلفزيون العراقي الرسمي. وأنهت الحكومة العراقية الاستعدادات العسكرية والسياسية لتحرير الفلوجة، آخر قلاع «داعش» في البلاد بعد الموصل، وستشارك في المعركة أربع تشكيلات قتالية بقيادة الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي ينتقده قادة «الحشد الشعبي»، وكان قائد عملية تحرير تكريت. وحسمت مشكلة إصرار «الحشد الشعبي» على المشاركة في معركة الفلوجة، عبر تسوية أفضت إلى اقتصار انتشاره في الضواحي وفسح المجال أمام الجيش ومقاتلي العشائر لاقتحام المدينة، ولكن الخوف من حصول دمار كبير وسقوط ضحايا يسيطر على المشهد قبل ساعات من تحديد ساعة الصفر. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس أن «معركة تحرير الفلوجة سيكون اسمها كسر الإرهاب، بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ الشرطة في الأنبار والحشد العشائري». وأوضحت أن «المعركة ستكون بقيادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي وبغطاء صاروخي مؤثر وقصف جوي عراقي ودولي». وقاد الساعدي عملية تحرير تكريت في نيسان (أبريل) العام الماضي، ووجه انتقادات إلى قوات «الحشد» التي اتهمته بالتنسيق مع «التحالف الدولي» وليس معها وأبعد من منصبه، ليعود الآن قائداً لأهم معركة يخوضها الجيش ضد «داعش». وفي مؤشر إلى حصول توافق إيراني- أميركي على تحرير الفلوجة، تراجعت تهديدات قادة «الحشد» بعدم المشاركة في أي معركة يشارك فيها طيران القوات الأميركية، وأكدت الحكومة أمس مشاركة «التحالف الدولي» من دون تحفظات من الفصائل الشيعية. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية رائد شاكر جودت أمس وصول 20 ألف عنصر من مقاتليه مع آليات مدرعة ومدفعية إلى مشارف الفلوجة استعداداً لاقتحامها وتحريرها، ما يعني أن القوة الأساسية ستكون من الشرطة وليس من الجيش الذي أنهكت قواه الشهر الماضي في معارك الرمادي. وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة ل «الحياة» أن «متطلبات خوض المعركة اكتملت عسكرياً وسياسياً، خصوصاً قضية الدور الذي تلعبه قوات الحشد الشعبي التي عطلت البدء بتحرير المدينة منذ شهر». وأضاف أن «هناك مخاوف من إقدام داعش على المواجهة بدلاً من الانسحاب، ما يحدث دماراً واسعاً ويوقع قتلى في صفوف المدنيين ليتكرر سيناريو معارك الفلوجة الأولى والثانية قبل 12 عاماً». وكان «داعش» انسحب من بلدات هيت وكبيسة والرطبة، من دون قتال لكنه استمات في الدفاع عن الرمادي بعد معركة استمرت ثلاثة أسابيع انتهت بتحريرها في شباط (فبراير) الماضي. ولكن مراقبين يستبعدون مقاومة التنظيم القوة المهاجمة لأنه بات محاصراً في شكل كامل من الفصائل الشيعية التي تنتشر في الضواحي الشمالية والشرقية، والجيش في الجنوب، وقطع آخر شريان عنه عبر المنفذ الغربي بعد تحرير قضاء الرطبة الأسبوع الماضي. تكمن قوة «داعش» في الصقلاوية، شمالاً، والكرمة، شرقاً والهياكل، جنوباً، مستغلاً طبيعتها الزراعية الكثيفة في استنزاف قوات الأمن منذ نحو عامين، وفشلت عمليات عسكرية طوال الفترة السابقة في كسر دفاعاته. وكشفت هيئة «الحشد الشعبي» أسماء الفصائل المشاركة في تطويق الفلوجة وهي «لواء أنصار المرجعية»، و»لواء علي الأكبر»، و«بدر»، و»سرايا عاشوراء»، و»سرايا العقيدة»، و»لواء المنتظر»، و»كتائب سيد الشهداء». أما قوات العشائر المحلية فستكون في طليعة القوات المقتحمة ويبلغ عديدها نحو 2000 عنصر، بينهم فوج تكتيكي من الشرطة دربه وسلحه الأميركيون في قاعدة الحبانية، جنوب الرمادي. ودعت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أصدرته فجر أمس أهالي الفلوجة إلى التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق آمنة سيتم تحديدها لاحقاً، وطالبتهم أيضاً بالابتعاد عن مقرات «داعش» لأنها ستكون أهدافاً لطيران الجيش وقوات «التحالف الدولي».