كوناكري – أ ب، رويترز، أ ف ب – أجرت غينيا أمس، أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخها منذ استقلالها عن فرنسا عام 1958، يأمل المواطنون بأن تنهي عقوداً من الحكم العسكري وأن تطلق حقبة ديموقراطية جديدة.ودُعي 4.2 مليون ناخب الى اختيار رئيسهم، من بين 24 مرشحاً بينهم امرأة، جميعهم مدنيون. وأبرز المرشحين هم رئيسا الوزراء السابقان سيلو دالين ديالو وسيديا توري، والمعارض ألفا كوندي. وتصدر النتائج الأولية بعد 72 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، وإذا لم يفز أي مرشح بالغالبية البسيطة، تُجرى دورة ثانية بين المرشحين اللذين حلا في المركزين الأول والثاني، في 18 تموز (يوليو) المقبل. وقالت صفية ديوب قبل إدلائها بصوتها في العاصمة: «نريد ممن سيفوز أياً يكن، السلام قبل أي شيء وتحسين مستوى المعيشة». وتُجرى الانتخابات بعد 9 شهور على مذبحة نفذها الجيش في أيلول (سبتمبر) الماضي، أسفرت عن مقتل 156 معارضاً في ملعب كوناكري. وعشية الاقتراع، تعهد الجنرال الانقلابي السابق سيكوبا كوناتي الذي يرأس الفترة الانتقالية في غينيا منذ 6 شهور، ضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها. وقال للمرشحين ال24 في قصر الرئاسة ليل السبت: «لا يمكننا بعد الآن أن نواصل العيش كما لو كنا في غابة، كما لو كنا في دولة من دون سلطة». وأضاف: «إننا جميعاً أمام التاريخ. أقول لأبناء غينيا انه خياركم: الحرية والسلام والديموقراطية، أو الفوضى وعدم الاستقرار والعنف. إنها ليست فقط مسألة انتخاب مرشح واحد، بل مسألة توفير الظروف لتحقيق أحلامكم». وكان كوناتي التزم تعهده ألا يترشح أي عسكري أو مسؤول عن الفترة الانتقالية، إلى الانتخابات الرئاسية، وتسليم السلطة إلى المدنيين. وخلف كوناتي زعيم الانقلابيين الكابتن موسى داديس كامارا نهاية 2009، بعد تعرّض الأخير لمحاولة اغتيال، اثر استحواذ ضباط انقلابيين على السلطة بعد وفاة الجنرال لانسانا كونتي الذي فرض نظاماً عسكرياً طيلة 24 سنة (1984-2008). وخلف كونتي «زعيم الاستقلال» أحمد سيكو توري الذي حكم البلاد 26 سنة (1958-1984) وكان «رئيساً مدى الحياة» ونفذ عمليات تصفية عنيفة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله بتشكيل «حكومة تعكس في شكل كامل إرادة الغينيين»، فيما شددت السفيرة الأميركية في كوناكري باتريشيا مولر على أن «جميع المرشحين أكدوا أنهم سيحترمون نتيجة الانتخابات، وأن الاقتراع سيكون سلمياً».