استضافت قاعة الباب في القاهرة معرضاً للبورتريه الكاريكاتوري تحت عنوان «طاغور»، شارك فيه فنانون مصريون وأجانب. ومعلوم أن فن البورتريه الكاريكاتوري من أكثر أساليب رسم البورتريه تعقيداً. فالفنان هنا يحرص كغيره من فناني البورتريه على إظهار الملامح المُسيطرة للشخصيات التي يرسمها، كما يعمد إلى تفكيك التركيب الخارجي لتلك الملامح الشخصية وإعادة صوغها مع مقدار من المبالغة أو التحريف. لكن هذا لا ينفي أن على الفنان ضبط إيقاع كل التفاصيل بحيث يحتفظ بالمقومات الرئيسة للشخصية التي يرسمها بطريقة مثيرة. وقد مثل وجه الأديب الهندي الشهير طاغور بلحيته الكثيفة وملامح وجهه الحادة إلهاماً للمشاركين، فبرع كل منهم في التقاط أبلغ السمات في ملامح طاغور الحاصل على جائزة نوبل في الأدب التي مثلت محوراً لعدد من الأعمال المشاركة، ومن بينها على سبيل المثال عمل الفنان المصري أدهم لطفي الذي رسم الأديب الهندي والأديب المصري نجيب محفوظ وهما يحملان معاً الميدالية الذهبية لجائزة نوبل. يذكر أن المعرض الذي أقيم في «قاعة الباب» بدار الأوبرا المصرية وأشرفت على تنظيمه الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتور بالتعاون مع المركز الثقافي الهندي في القاهرة، هو جزء من احتفالية دشنت في القاهرة على شرف الأديب الهندي الكبير، وتضمنت تنظيم مسابقة في الكتابة عن طاغور، ومعرض لوحات وعروضاً موسيقية وراقصة وعروضاً للأفلام الهندية، وكذلك عرض فيلم «جهاري بايري» للمخرج الهندي ساتياجيت، وهو مأخوذ عن إحدى روايات طاغور. واستضاف مركز «الهناجر» عرض «شابموتشان»، وهو أداء درامي راقص بطلته الراقصة الكلاسيكية دونا جانجولي. وتزامناً مع هذه الاحتفالية نظمت سفارة الهند في القاهرة بالتعاون مع دار الكتب المصرية معرضاً في دار الكتب المصرية لكتب طاغور المترجمة إلى العربية، وكذلك الكتب التي أُلفت عنه باللغة العربية. يذكر أن طاغور (1861-1941) حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1913 وكان أول شخصية من آسيا تحصل على هذه الجائزة المرموقة عن كتابه «جيتانجالي». وتتمتع أعماله الأدبية والمسرحية بشعبية كبيرة في الهند وأنحاء العالم. وزار طاغور مصر عندما كان شاباً عام 1878 ومرة ثانية عام 1926. وكانت صداقته مع أمير الشعراء أحمد شوقي معروفة.