أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (الثلثاء) إرجاء المؤتمر الدولي الذي كان من المقرر عقده في باريس في 30 أيار (مايو)، لمحاولة إحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، إلى الصيف. وصرح هولاند لإذاعة «أوروبا-1» بأن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا يمكنه الحضور في 30 أيار لذلك تم تأخير المؤتمر، وسيعقد في الصيف»، عقب ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنه «سيتم قريباً تحديد موعد جديد في مطلع حزيران (يونيو)». وأوضح الرئيس الفرنسي أن «هذه المبادرة ضرورية، لأنه إذا لم يحدث شيء ولم تقم فرنسا بمبادرة قوية فما الذي سيحدث؟ الاستيطان والهجمات والهجمات الإرهابية وعدد من النزاعات. أمور ستستمر، والفلسطينيون سيذهبون إلى مجلس الأمن». وأضاف أنه «سنضع، بالتعاون مع مجمل الفاعلين والدول الكبرى والدول المجاورة، معايير تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين في الالتقاء حول طاولة المفاوضات». من جهته، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن «إعلان فرنسا تأجيل المؤتمر الدولي للسلام يمثل دليلاً إضافياً إلى فشل خيار التسوية ومشروع (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس«، داعياً «حركة فتح إلى التخلي عن العبث السياسي وأوهام التسوية والعودة إلى الخيارات الوطنية على قاعدة الثوابت والشراكة والمقاومة». وكان مقرراً أن يحضر الاجتماع الوزراي الذي تنظمه فرنسا في 30 أيار 20 بلداً بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، من دون مشاركة الإسرائيليين والفلسطينيين، للتمهيد، في حال نجاحه، إلى قمة دولية في النصف الثاني من العام الحالي بحضور القادة الإسرائيليين والفلسطينيين. من جهة ثانية شجب هولاند قرار «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) حول القدس معتبراً أنه «مؤسف»، معبراً عن أسفه لتصويت فرنسا على القرار بالصيغة التي صدر فيها. وأكد أنه سيعمل «شخصياً» على إعادة صياغته في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وقال إنه «جرى تعديل مؤسف أفسد النص. ربما يكون هناك نص جديد في تشرين الأول. سأكون متيقظاً جداً وسأتابعه شخصياً». وغضبت إسرائيل من تبني «يونيسكو» الشهر الماضي قراراً حول فلسطينالمحتلة، طرحته دول عربية عدة وصوتت عليه فرنسا. ويدين القرار «بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل، والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون، ومن إمكان وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى / الحرم الشريف«. وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتانياهو بالقرار «السخيف» الذي «يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل». ولم يستخدم النص تسمية «جبل الهيكل» التي يطلقها اليهود على باحة المسجد الأقصى، ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين. وشكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارولت الأحد الماضي في «حياد فرنسا» في مبادرة السلام مع الفلسطينيين، إثر تصويت باريس أخيراً على قرار ل«يونيسكو» حول القدس. وأضاف أنه «ستعاد كتابته في تشرين الأول». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس بعدما تلقت مشروع عقد مؤتمر باريس الدولي بفتور، أن موعد 30 أيار لا يناسب جدول مواعيد جون كيري، وأن واشنطنوباريس تتباحثان لتحديد تاريخ آخر. ويسعى الفلسطينيون إلى استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين إسرائيل على توسيع الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. واصطدمت محاولات سابقة بهذا الصدد ب«فيتو» أميركي، ورفضت الولاياتالمتحدة أن تفصح عن موقفها هذه المرة، لكنها لم تستبعد أي خيار.