رفض صلاح عبد السلام الذي يشتبه في أنه الناجي الوحيد من مجموعة من الإسلاميين المتشددين التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأسفرت عن 130 قتيلاً، الكلام في الجلسة الأولى لمحاكمته في فرنسا أمس، ما دفع القضاء إلى اختصار الاستجواب. وقال الناطق باسم مكتب الادعاء العام: «أوضح عبد السلام منذ البداية أنه سيمارس حقه في الصمت، ورفض الرد على أسئلة القاضي»، علماً أنه كان خضع في 27 نيسان (أبريل) الماضي لتحقيق رسمي في تهم الإرهاب والقتل في فرنسا، بعدما سلمته بلجيكا التي كانت اعتقلته في بروكسيل في 18 آذار (مارس) إثر ملاحقة استمرت أربعة أشهر. وصرح فرانك بروتون، محامي عبد السلام أن الأخير «أراد استخدام حقه في الصمت، ويجب منحه الوقت، خصوصاً أنه يشعر بأنه مراقب باستمرار ما يفقده الراحة». وأشار إلى أنه يعتزم مراجعة وزير العدل في شأن احتجاز موكله في سجن فلوري – ميرجي جنوب شرقي باريس والذي يخضع لمراقبة كاميرات على مدار الساعة. ووصل المتهم البالغ 26 من العمر إلى المحكمة الرئيسية في باريس وسط حراسة أمنية مشددة ومواكبة من الشرطة العسكرية ووحدات النخبة في الشرطة ومروحية. وتأمل السلطات في أن يكشف عبد السلام تفاصيل عملية الاعتداءات، خصوصاً أنه صديق الطفولة لعبد الحميد أباعود الذي يشتبه في وضعه مخطط الاعتداءات وقتل بعد أيام من العملية. كما تتطلع إلى أن يوفر معلومات عن تواري أعضاء آخرين في الخلية. ويُعتقد بأن عبد السلام لعب دوراً رئيسياً في العملية من خلال نقله الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم أمام «ستاد دو فرانس» شمال باريس. ويشتبه في أنه عدل عن تفجير نفسه، استناداً إلى العثور على سترة محشوة بمتفجرات في ضاحية بجنوبباريس قرب المكان الذي حددت فيه بيانات هاتفية مكانه ليلة الاعتداءات. وظهر عبد السلام على كاميرات مراقبة في محطات وقود لدى فراره إلى بلجيكا بمساعدة صديقين قدِما لنقله. وهو كان نقل جهاديين كثيرين في أنحاء أوروبا خلال الأشهر التي سبقت الاعتداءات، وبينهم نجيم العشراوي، الذي يعتقد بأنه أعد المتفجرات التي استخدمت في اعتداءات باريس، وأحد هجومي بروكسيل في 22 آذار، واللذين حصدا 32 قتيلاً. وكان سفين ماري، محامي عبد السلام في بلجيكا، وصف عبد السلام بأنه «مغفل وذكاؤه أشبه بمنفضة سجائر فارغة، وهو من الاتباع أكثر منه قيادياً»، على رغم أن البعض يقولون إنه «يراوغ لتخفيف مسؤوليته». وفي جلستي استجوابه في بلجيكا، أعطى عبد السلام الانطباع بأنه لم يكن إلا أداة في يد أباعود وشقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه أمام مقهى باريسي. لكنه أوقع نفسه بإعلان أنه لم يلتقِ أباعود إلا مرة واحدة، في حين يملك الاثنان سجلاً من الجنح خلال فترة المراهقة في مولنبيك. على صعيد آخر، طالبت السلطات الفرنسية نظيرتها البلجيكية بتسليم 4 مشبوهين يخضعون لتحقيق حالياً في تهمة التورط باعتداءات باريس. وأوضح أن ثلاثة من الأربعة المطلوب تسليمهم هم محمد عمري وحمزة عطو وعلي القاضي الذين يشتبه في أنهم ساعدوا عبد السلام على الهرب من فرنسا إلى بلجيكا، أما الرابع فمحمد بقالي.