أعلن وزير النقل السعودي سليمان الحمدان اختيار السعودية عضواً في الجمعية العربية للطيران المدني، بمعدل تصويت بلغ 100 في المئة، وقال: «تم انتخاب السعودية في الجمعية العمومية، والمجلس التنفيذي للمنظمة مع ثمان دول عربية أخرى». ونوه الحمدان، في تصريح صحافي على هامش اجتماعات المنظمة العربية للطيران المدني المعقدة أمس (الأربعاء) في جدة، بأن الهيئة تعد إحدى الهيئات المنبثقة من جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن «جدول الاجتماعات كان حافلاً، وتم إنهاء جزء كبير من المواضيع المطروحة للنقاش، التي تشمل توصيات حول السلامة والملاحة الجوية، إضافة إلى مناقشة عدد كبير من أمور المتعلقة بمجال الطيران، والتدريب وتبادل الخبرات». وأبان أن السعودية ستضيّف مؤتمراً أواخر آب (أغسطس) المقبل، يجمع وزراء 50 دولة على مستوى العالم، لمناقشة عدد من المواضيع المهمة، ومنها ما يتعلق بمجال الأمن والسلامة الطيران. وحول سؤال «الحياة» عن تعديلات أنظمة «الطيران المدني العربية»، نفى الحمدان وجود تعديلات جوهرية، وقال: «هنالك تعديلات في المجالات والأمور الفنية في مجال الطيران، إذ سبقت هذا اللقاء اجتماعات متعددة للجان التنفيذية». وفي السياق نفسه، افتتح وزير النقل أمس فعاليات أعمال اجتماع الجمعية العامة ال23 للهيئة العربية للطيران المدني، الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني في محافظة جدة. وقال في كلمة الافتتاح: «صناعة النقل الجوي تلعب دوراً حيوياً ورئيساً في اقتصاديات الدول، وتؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى إليه الحكومات لشعوبها، وتزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم». ولفت الحمدان إلى أن هذه الصناعة تواجه عدداً من التحديات، بخاصة في عالمنا العربي، ومنها ما يتعلق بأمن الطيران المدني والسلامة الجوية والمنافسة واقتصاديات الطيران والملاحة الجوية والتشريعات والأنظمة. وأكد أن رؤية المملكة لمواجهة تلك التحديات تتمثل في ضرورة العمل المشترك بين دول المنطقة، بوصفها كتلة واحدة، من خلال الهيئة العربية للطيران المدني، علاوة على التعاون والتنسيق مع الهيئات والاتحادات العالمية ذات العلاقة، وفي مقدمها منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو). وأوضح أن المنافسة في سوق النقل الجوي احتدمت وتمكنت ناقلات جوية عربية من احتلال صدارة الترتيب بين أفضل الناقلات العالمية، لتفوّق خدماتها وأفضلية أسعارها، ما أفقد العديد من الناقلات العالمية الكبرى حصة لا يستهان بها من السوق، وأثار ذلك قلق بعض الدول، فلجأت إلى ادعاءات تجاهلت فيها حاجات المسافرين ومتطلبات النمو الاقتصادي المتسارع، واتفاقات الأجواء المفتوحة التي وقعتها. ودعا إلى ضرورة قيام «الايكاو» بمسؤولياتها، من خلال تقديم اقتراحات تستهدف تحقيق المزيد من المنافسة العادلة، التي تضمن توفير فرص متكافئة، وتتيح المشاركة الفعالة للناقلات الجوية لخدمة سوق النقل الجوي. وأشار إلى أن من أهداف «رؤية المملكة 2030» تحقيق وتعزيز المنافسة العادلة، والدفع نحو خصخصة القطاعات والمرافق الحكومية، ومنها قطاع الطيران المدني بالمملكة، بغية رفع الكفاءة والإنتاج. وبين وزير النقل أن الطيران المدني في المنطقة العربية يتمتع بمقومات وآفاق وفرص كبيرة مهيأة للنمو، من أبرزها الموقع الجغرافي المميز الذي يتوسط قارات العالم الرئيسة الثلاث، واتساع المجال الجوي، وتوافر أساطيل جوية تعد من بين الأحدث في العالم، ولذلك فإن الأنظار تتجه نحو الهيئة العربية للطيران المدني للقيام بدور يسهم في استثمار تلك المقومات، من خلال وضع السياسات والإجراءات التي تساعد الدول الأعضاء في ترسيخ مبادئ الشفافية وتحديد المسؤولية وحفظ الحقوق وتحسين فعالية الأداء في قطاع النقل الجوي بالإقليم العربي. وأشار إلى أن المملكة ترى أن على الهيئة العربية للطيران المدني العمل على تحقيق حلم السوق العربية الموحدة، والأجواء العربية الموحدة. وأكد أن الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة لن تدخر أي جهد لدعم العمل العربي المشترك، انطلاقاً من سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تسعى على الدوام لتعزيز وإرساء أسس التعاون العربي بخاصة، والدولي عموماً. من جانبه، أشار الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية محمد التويجري إلى اهتمام الجامعة العربية بالعمل العربي المشترك، بغية النهوض بخدمات النقل الجوي في العالم العربي. وأكد التويجري أن هناك ثلاث دول انضمت لعضوية الهيئة العربية للطيران المدني أخيراً، وهي الكويت وجيبوتي والصومال، بعد جهود بذلتها الجامعة والهيئة، موضحاً أن هذا الانضمام رفع عدد الدول الأعضاء، ما سيعزز العمل العربي المشترك. وذكر أن ثمة نجاحات تحققت في مجال الطيران المدني، منها ما يخص بعض الدول، ومنها ما استفادت منه مجموعة من الدول العربية. مشيداً بالتعاون القائم بين الدول العربية مع الهيئة العربية للطيران المدني، ودعم بعض الدول لجهودها وبرامجها، بخاصة ما قدمته المملكة والإمارات وقطر. إثر ذلك، ألقى الأمين العام للمنظمة الطيران المدني الدولي فانغ ليو كلمة تناولت دور الهيئة العربية للطيران المدني، مثمناً دعوة المملكة لحضور اجتماعات الجمعية العامة، بهدف تعاون المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بشؤون الطيران المدني، ودورها في تطوير صناعة الطيران.