سيول – أ ب، رويترز، أ ف ب – أحيت سيول وبيونغيانغ أمس، الذكرى ال60 لاندلاع الحرب الكورية (1950-1953)، وروّجتا لوجهات نظر متعارضة حول أسباب النزاع الذي لا يزال يقسّم شبه الجزيرة الكورية. وبدأت الحرب في 25 حزيران (يونيو) 1950، بهجوم شنته القوات الكورية الشمالية. وكانت شبه الجزيرة الكورية قُسمت عام 1945، بعد هزيمة اليابان القوة المستعمِرة السابقة، في الحرب العالمية الثانية. وأرسلت الولاياتالمتحدة و15 دولة أخرى قوات لمساعدة كوريا الجنوبية، تحت راية الأممالمتحدة، فيما ساندت قوات صينية الكوريين الشماليين ووفّر الاتحاد السوفياتي دعماً جوياً ومستشارين. وانتهت الحرب عام 1953 باتفاق هدنة وليس معاهدة سلام دائمة، ما يعني نظرياً أن الدولتين لا تزالان في حالة حرب. وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في مراسم بسيول شارك فيها مئات من قدامى المحاربين الكوريين الجنوبيين والأجانب: «قبل 60 سنة، فتح شيوعيو كوريا الشمالية النار على جميع جبهات خط العرض 38، فجر نهاية أسبوع حين كان جميع السكان نائمين بسلام». لكن كوريا الشمالية التي تعتبر النزاع «حرب تحرير»، تقدم رواية مغايرة لما حصل، إذ اتهمت وكالة الأنباء الكورية الشمالية واشنطن بشن الحرب بهجوم مفاجئ. وكتبت في تعليق: «جميع الحقائق التاريخية تظهر أن الإمبرياليين الأميركيين شنوا الحرب في كوريا، وأن الولاياتالمتحدة لا يمكنها مطلقاً التهرّب من المسؤولية». وقدّرت الوكالة «الأضرار» التي سبّبتها الولاياتالمتحدة لكوريا الشمالية منذ عام 1945، ب65 تريليون دولار، أي ما يعادل خمس مرات الدين القومي الأميركي. وتأتي ذكرى الحرب الكورية وسط توتر بين سيول وبيونغيانغ، إذ تتهم الأولى الثانية بإغراق بارجة كورية في آذار (مارس) الماضي، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. وجدد الرئيس الكوري الجنوبي دعوته الشمال إلى الإقرار بمسؤوليته في إغراق البارجة، قائلاً: «على كوريا الشمالية الإقرار في وضوح وصراحة، والاعتذار عن اعتدائها واستفزازها». ودعا بيونغيانغ الى «وقف استفزازاتها العسكرية المتهورة والتعهد بجعل السبعين مليون كوري يعيشون معاً»، مشدداً على أن «هدفنا النهائي ليس المواجهة العسكرية، بل التوحيد السلمي» لشبه الجزيرة الكورية. وفي احتفال آخر في سيول بالذكرى ذاتها، حضّ قائد القوات الأميركية والدولية في كوريا الجنوبية الجنرال والتر شارب «القيادة الكورية الشمالية على أن تدرك أن التعامل مع استفزازات إضافية (تقوم بها) سيكون سريعاً وحاسماً». أما بكين فاعتبرت الحرب «تاريخاً». وقال ناطق باسم وزير الخارجية الصيني كين غانغ أن الحرب «علمتنا صون السلام والهدوء والاستقرار». جاء ذلك في وقت أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية بأن بيونغيانغ حظّرت الملاحة البحرية من 19 إلى 27 من الشهر الجاري قبالة ساحلها الغربي، على بعد نحو 80 كلم شمال الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين في البحر الأصفر. وأفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ترجح أن يكون الإعلان الكوري الشمالي جزءاً من تمرين روتيني لاطلاق قذائف مدفعية، لكنها تدرس أيضاً إمكان أن يتعلق بإطلاق صواريخ قصيرة المدى. وقال مصدر في الوزارة: «يبدو أن ذلك جزء من مناورات تدريبية، وليس لدينا أي مؤشرات الى نشاطات غير عادية للجيش الكوري الشمالي».