اكتست المنطقة الشرقية أمس، باللون الأصفر، إثر عاصفة ترابية ضربت محافظاتها كافة، وعلى رغم آثارها السلبية المختلفة، إلا أنها أسهمت جزئياً في خفض درجات الحرارة، ونسب الرطوبة، التي بلغت خلال الأيام الماضية مستويات قياسية. كما تزامن ذلك مع تقلص انقطاع التيار الكهربائي في غالبية مدن المنطقة وقراها. وغطت الأتربة مدن الدمام، والخبر، والقطيف، والجبيل، ورأس تنورة، وحفر الباطن، وبقيق، والأحساء. أما في النعيرية فتدنى مستوى الرؤية إلى حدود مترين. فيما اكتظت المستشفيات والمستوصفات بالمرضى، خصوصاً المصابين بالربو والحساسية الصدرية، إثر تعرضهم إلى ضيق في التنفس. وأدى تدني مستوى الرؤية الأفقية، إلى اضطرار الكثير من سكان المنطقة للبقاء في منازلهم، وألغت الكثير من الأسر برامج التنزه في نهاية الأسبوع، هرباً من تردي الأجواء. وتوقع الناطق الإعلامي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، أن تستمر هذه الأجواء لمدة يومين، مع خفض ملحوظ في درجات الحرارة. فيما أكد أطباء، على مرضى الربو، باستخدام الأدوية الخاصة، وعدم الخروج في مثل هذه الأجواء. كما نصحوا مرضى الرمد، باستخدام المياه المعقمة لغسل العيون لمرات عدة في اليوم، لحمايتها من الأمراض خلال هذه الأيام. وكان موقع «الأرصاد وحماية البيئة»، أشار إلى وجود نشاط في الرياح السطحية على مناطق شمال غرب وشرق ووسط المملكة، تمتد إلى الأجزاء الجنوبية الشرقية للمملكة، باتجاه الربع الخالي، تصل إلى أكثر من 45 كم في الساعة على منطقة تبوك، مثيرة للأتربة والغبار، ومصحوبة بخفض خفيف في درجات الحرارة، وخصوصاً على شمال غرب المملكة (طريف، والقريات، وتبوك). وتواصلت «أزمة» انقطاعات التيار الكهربائي، وإن كانت أقل حدة من تلك التي شهدتها غالبية محافظات المنطقة منذ مطلع الأسبوع الحالي. وأمضى سكان هجرة عين دار الجديدة (غرب محافظة بقيق)، أكثر من أربع ساعات أمس، من دون كهرباء. إذ انقطع التيار منذ ال11 صباحاً، وحتى الثالثة ظهراً، ما أثار استياء الكثير من سكان الهجرة، لوجود عدد من المرضى والمعوقين وكبار السن في هذه الهجرة. بدوره، رجح الناطق الإعلامي في «الأرصاد» حسين القحطاني، استمرار الأجواء الترابية خلال اليومين المقبلين، مع خفض ملحوظ في درجات الحرارة، لأن العوالق الترابية تسهم في حجب أشعة الشمس. وقال ل «الحياة»: «شهدت منطقتا الرياضوالشرقية رياحاً نشطة، أثارت الأتربة، تراوحت سرعتها بين 40 إلى 45 كيلو متراً في الساعة». وعزا هذه الأجواء إلى رياح نشط مقبلة من الشمال، وتؤثر في المناطق الغربية والشمالية الشرقية والوسطى من المملكة. بيد أنه أكد استمرار وجود موجات حارة، تسهم في رفع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي، متوقعاً أن تتراوح درجات الحرارة خلال الصيف بين 37 إلى 48 درجة مئوية. وقال: «في حال وجود أي ارتفاع ملحوظ خارج هذا المعدل، فقد يكون بسبب موجات حارة تأتي من شمال المملكة، وتحديداً من إيران والعراق. وتسهم التيارات الهوائية الجافة في رفع درجات الحرارة. وفي حال انتهاء هذه الموجات تعود درجات الحرارة إلى وضعها الطبيعي. وعن نسب الرطوبة في المناطق الساحلية، أوضح أنه في حال عدم وجود رياح نشطة آتية من السواحل، وتكون محملة ببخار الماء، سيساعد ذلك على تكوّن الأجواء الرطبة وتلطيف الأجواء، على رغم أن الإنسان يشعر بخلاف ذلك في بعض الأحيان. وأردف أنه «لا يوجد تقدير معين للموجات الحارة الجديدة. ونقدم من خلال موقع الأرصاد، جميع هذه الموجات. ونعلن عنها فوراً. وأتوقع حدوث عدد من الموجات الحارة خلال هذه الفترة، وحتى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل».