أكد عدد من تجار المواشي في الرياض أن الأسعار انخفضت منذ مطلع العام الحالي بما يراوح بين 10 و15 في المئة، مرجعين سبب ذلك إلى الركود الذي تشهده السوق، ما تسبب في تراجع الطلب بنسبة تراوح بين 30 و35 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وقال تاجر المواشي عبدالله الشلوي ل«الحياة» إن سوق المواشي هذا العام تشهد ركوداً كبيراً وضعفاً في الطلب، على رغم توافر الأغنام بشكل كبير يلبي حاجة المستهلك. وأكد أن «السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الأغنام سواءً النعيمي أم النجدي أم الحري أم السواكني، وهذه الكميات تلبي حاجة السوق، إلا أنه للأسف الطلب محدود جداً سواءً من الأفراد أم المطاعم أم غير ذلك»، مشيراً إلى أن سعر الخروف النعيمي الكبير وصل إلى 1500 ريال بعد أن كان في العام الماضي يراوح بين 1800 و2000 ريال، فيما تراجع الهرفي إلى حوالى 1000 ريال، والوسط وصل إلى 1300 ريال، وكذلك الحري تراوح أسعاره بين 1000 و1500 ريال. وتوقع أن تشهد الأسعار نمواً خلال الأسابيع المقبلة بسبب قرب موسم شهر رمضان والحج ليرتفع الطلب بشكل جيد، لافتاً إلى أن الاستيراد مفتوح من جميع الدول المسموح بها وليس هناك عقبات تعترض ذلك. من جهته، قال تاجر الأغنام محمد بن علي إن أسعار الأغنام شهدت خلال الفترة الماضية انخفاضاً كبيراً، إذ سجَّلت نسبة الانخفاض نحو 15 في المئة، وخصوصاً للأنواع الحرية والنجدية والنعيمي، فيما لا زالت أسعار التيوس مستقرة مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن السوق يشهد حالاً من الركود على رغم استغلال أصحاب المطابخ للكثير من جهل الزبائن والبيع بأسعار مرتفعة وذلك في محاولة منهم لاستغلال جهل الزبائن بحال الركود التي تمر بها الأسواق، وانخفاض الأسعار فيها. وتوقع أن تشهد الأسعار خلال الفترة المقبلة استقراراً، خصوصاً أن هطول الأمطار على كثير من مناطق المملكة أسهم في توافر المراعي، ما جعل الكثير من مربي المواشي يعتمدون على تلك المراعي في تربية مواشيهم وعدم إعطائها الشعير الذي يكلف أصحاب المواشي، ما يجعلهم يتحملون خسائر جراء ذلك. وأشار إلى أن الأسعار انخفضت في جميع المناطق وليس في الرياض فقط، لافتاً إلى أن ضعف الطلب بشكل عام أسهم في انخفاض الأسعار، فتشهد معظم الأسواق عروضاً كثيرة من الأغنام بأنواعها مع غياب الطلب والإقبال من المشترين. من جهته، قال أحد البائعين محمد الرشيدي: «أسعار الذبائح هبطت إلى نحو الربع، إذ تراجع سعر الخروف الحري إلى حوالى 1000 ريال في بعض الأسواق المجاورة للرياض، بعد أن كان يصل سعر بيعه إلى 1400 ريال»، إلا أنه توقع أن تعاود الأسعار الارتفاع مع قرب شهر رمضان وموسم الحج الذي يرتفع فيه الطلب من الأضاحي. وأكد أن الطلب على السواكني والتيوس جيد، خصوصاً أن السواكني أسعارها منخفضة، إذ وصلت أسعارها إلى 700 ريال، بعد أن كانت حوالى ألف ريال للرأس الواحد، فيما التيوس لا زالت أسعارها مرتفعة بسبب الطلب المرتفع عليها من أصحاب المطاعم الشعبية والمندي بجميع المناطق، ما جعل المنافسة بين التجار لشرائها يرفع أسعارها بقيمة غير متوقعة. واعتبر الرشيدي أن الوضع الذي تشهده أسواق المواشي يعتبر طبيعياً، خصوصاً أن الأسعار كانت عالية جداً خلال السنوات الماضية، والآن أصبحت في صالح المستهلك، لافتاً إلى أن الطلب على المواشي سيعود إلى النمو خصوصاً مع دخول موسم رمضان الذي يزيد فيه الإقبال على الشراء والطلب، وكذلك فصل الإجازات الذي تكثر فيه المناسبات والزواجات، ثم بعد ذلك موسم الحج، ما يتوقع أن تعود معه الأسعار للارتفاع التدريجي والانتعاش من جديد خلال الأشهر المقبلة.