قتل وجرح عشرات المدنيين في غارات جوية لم يعرف ما إذا كانت روسية أم سورية، على مدينتي أريحا وإدلب بالتوازي مع معارك في ريف حلب الجنوبي وحركة نزوح عن غوطة دمشق بعد بدء هجوم للقوات النظامية، في وقت استمرت التحضيرات لإنجاح المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا الثلثاء المقبل، وسط أنباء عن عزم «مجموعة باريس» الضغط على روسيا لتوفير الأرضية لاستئناف مفاوضات جنيف قبل نهاية الشهر. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «طائرات حربية نفذت غارات عدة على مناطق في مدينتي إدلب وأريحا»، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، وسط أنباء عن أن «الضربات على أريحا استهدفت مركزاً لمنظمة إنسانية ونقطة طبية». كما شنت قاذفات غارات عدة على بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدة كفرناها وريف المهندسين الأول والراشدين الخامسة غرب حلب، وسط أنباء عن استعداد القوات النظامية والميلشيات الموالية لشن هجوم على بلدة خان طومان الاستراتيجية لاستعادتها من فصائل إسلامية سيطرت عليها قبل أيام. ولاحظ «المرصد السوري»، «نزوح مئات المواطنين عن مناطق حوش العدمل وزبدين والنولة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية، إلى مناطق في المدن والبلدات الواقعة في وسط الغوطة الشرقية والبعيدة من محاور الاشتباكات العنيفة التي تدور بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين من جهة، وفصائل إسلامية من جهة أخرى، في مزارع زبدين ومزارع حوش العدمل ومنطقة النولة بغوطة دمشقالشرقية». وأوضح أن هذا يأتي في أعقاب «تمكن القوات النظامية من التقدم في مزارع زبدين وفي أطراف حوش العدمل، بالإضافة إلى سيطرتها على أجزاء كبيرة من منطقة النولة». وفي الجانب الآخر من دمشق، توفي شخصان متأثرين بجروحهما جراء قصف مدينة داريا أول من أمس «بالتزامن مع ترقب دخول (قافلة) المساعدات الإنسانية إلى البلدة والذي تم منعه». وحمّل الصليب الأحمر والأمم المتحدة ولندن الحكومة السورية مسؤولية منع إدخال مساعدات طبية. ويتوقع أن يكون الملف الإنساني أحد الأمور التي سيبحثها وزراء 21 دولة في مؤتمر «المجموعة الدولية» في فيينا بعد ثلاثة أيام. وقالت مصادر إن محادثات أميركية- روسية وأخرى بين دول غربية وإقليمية يشارك في بعضها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تستمر لتمهيد الأرضية لخروج الاجتماع الوزاري بقرارات في ملفات وقف النار والمساعدات الإنسانية والانتقال السياسي، التي تشكل «الأرجل الثلاث» لطاولة المفاوضات السورية، لاستئناف هذه المفاوضات في جنيف قبل نهاية الشهر الجاري. وقال مصدر فرنسي رفيع إن هناك احتمالين واردين في المؤتمر، أحدهما أن تمارس دول «مجموعة باريس» التي عقدت اجتماعاً الإثنين الماضي في باريس مع المنسق العام ل «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب، ضغطاً على روسيا، والقول إن كل ما يحدث في سورية هو خرق للقرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن وإلقاء المسؤولية على الجانب الروسي. والاحتمال الثاني، وفق المصدر، أن يتحول اجتماع فيينا مجدداً إلى عمل منفرد روسي- أميركي وتفاهم رسمي بين الاثنين تُصادق عليه دول «المجموعة الدولية». وقال المصدر إن باريس تتمنى الاحتمال الأول.