هناك متناقضات غريبة ولافتة للنظر خلال مباريات كأس العالم الحالية طغت على متعة المباريات بسبب إثارتها في المجمل، فاللاعب الاسترالي ماركو بريشيانو لاعب فريق باليرمو الايطالي الذي قيل ان نادي النصر فاوضه لتمثيل الفريق في الموسم المقبل بانت أهم عيوبه أثناء مشاركته مع منتخب بلاده بهذه النهائيات امام غانا، حيث رفض اللاعب مصافحة مدربه بعد استبداله، ما ينم على ان اللاعب صاحب مزاج خاص لم يحترم فيه مدربه، مثل هذه التصرفات قد تجعل النصراويين يجزمون بأن هذا اللاعب صاحب مشكلات قد تتعبهم، علاوة على انه لاعب لم يظهر ما يجعله مطمعاً للفريق النصراوي. ثم يأتي تصرف لاعبي المنتخب الفرنسي الذي تناقلته وسائل الإعلام كافة، عندما أعلن لاعبو منتخب فرنسا رفضهم إجراء احدى الحصص التدريبية المقررة احتجاجاً على استبعاد زميلهم نيكولا أنيلكا من صفوف الفريق، بحسب بيان تلاه مدرب المنتخب ريمون دومينيك أمام رجال الصحافة، وجاء في البيان: «إن لاعبي المنتخب الفرنسي كافة من دون استثناء يرغبون في تأكيد رفضهم لقرار الاتحاد الفرنسي بطرد نيكولا أنيلكا». على رغم أن استبعاد اللاعب كان تصرفاً مقبولاً نظير ما قام به تجاه المدرب، وهذا اللاعب تحديداً له مشكلات عدة سابقة، وما قيل عن تصرف اللاعب يستوجب اكثر مما قام به الاتحاد الفرنسي، لكن تضامن زملائه على حساب سمعة المنتخب هو أمر في غاية الغرابة، والمسألة ليست مجرد لي ذراع بل هي خارج نطاق المألوف، ومثل هذه التصرفات تجعلنا نستغرب بالفعل مدى هشاشة تفكير بعض اللاعبين تجاه سمعة بلادهم، وجاء بيان اتحاد الكرة الفرنسي ليرسم مدى إحقاق المعادلة الصحيحة، حيث تأسف البيان من تلك التصرفات، وجاء فيه: «أسف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للحادث الذي حصل بين شوطي المباراة التي جمعت المكسيكوفرنسا، ونأسف أيضاً لتسريب الحدث الذي يمت فقط لمجموعة متماسكة ولمنتخب من مستوى عال». أي انه بيان هادئ يحاول معالجة المشكلات قبل تفاقمها. وعلى النقيض من الحادثتين السابقتين، قد يدفع لاعب متحمس جراء خطأ فني ارتكبه في المباراة حياته ثمناً له، حيث أشارت وكالات الأنباء العالمية، ان لاعب خط الوسط النيجيري ساني كايتا تلقى تهديدات بالقتل، (تخيّلوا قتل!) بعدما حصل على البطاقة الحمراء وطرد خلال مباراة حاسمة أمام المنتخب اليوناني في المجموعة الثانية بالدور الأول من نهائيات كأس العالم 2010 المقامة حالياً في جنوب أفريقيا. وصرح كايتا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يوم السبت الماضي بأنه تلقى تهديدات بالقتل، لكنه أكد أنه لم ينزعج بتلك التهديدات، وصرح كايتا في حديث هاتفي للوكالة الألمانية من الفندق الذي يقيم به المنتخب النيجيري في ريتشارد باي بالقرب من ديربان، قائلاً: «نعم، تلقيت بعض التهديدات بالقتل»، وقد تكون هذه التهديدات من مشجعين متعصبين للمنتخب النيجيري، فوجه الكرة القبيح مازال ملازماً هذه النهائيات العجيبة، بمعنى انه يمكن ان تتكرر مأساة اللاعب أندرياس اسكوبار مدافع المنتخب الكولومبي واتلتيكو ناشيونال الكولومبي، الذي قتل في بلاده بعد مشاركته منتخب كولومبيا في نهائيات كأس العالم 1994، بسبب خطأ ارتكبه بتسجيل هدف في مرماه امام المنتخب الأميركي. هناك وجه قبيح لكرة القدم يتمثل في التصرفات غير المسؤولة من اللاعبين او حتى الجماهير، ونجزم ان هذا المونديال الحالي سيكون مليئاً بالمتناقضات الغريبة. [email protected]