يحنو المدير الفني لمنتخب الأرجنتين «الأسطورة» دييغو مارادونا على لاعبيه كثيراً، وحرص في التدريب الأخير على تدليل معظمهم وخصوصاً «بيبيتا» أي غونزالو هيغوين، صاحب «الثلاثية» في مرمى كوريا الجنوبية. ظاهرة لم يشهدها المنتخب «التانغو» منذ تألق غابرييل باتيستوتا «باتيغول» وتحقيقه «هاتريك» في مرمى اليونان (4 – صفر) عام 1994، وجامايكا (5 – صفر) عام 1998. يحفظ هيغوين (22 سنة) جيداً أن اختياره للانضمام إلى المنتخب شكّل لغزاً بالنسبة إلى نقاد كثر لم يكونوا راضين أساساً عن خيارات مارادونا، الذي عوّل بالدرجة الأولى على حماسته واندفاعه، ففاز بثقته. ويدرك الفتى الصاعد أن المسؤولية الملقاة على عاتقه تجعله يتبصّر في الأمور على رغم صغر سنه، فلا ينسى أن يبقي رأسه على كتفيه، متبعاً القول المأثور: «رأس باردة طالما أن القدمين تطآن أرضاً ساخنة». حين ولد هيغوين (10/12/ 1987) كان والده خورخي لا يزال ناشطاً كظهير جيد في فريق برست الفرنسي، وبعد أعوام حين عرض الناخب الفرنسي ريمون دومينيك على غونزالو، لاعب ريفربلايت وقتذاك، الالتحاق بمنتخب «الديوك» استعداداً لمباراة ودية مع اليونان تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، قوّم «بيبيتا» الموقف والفرصة من منطق أهمية الاستفادة من حمله جوازاً فرنسياً كونه ولد على أراضي هذا البلد، لتسهيل مهمة احترافه في أحد الأندية الأوروبية، إذ لطالما طمح بالدفاع عن ألوان الأرجنتين «وذلك ليس تقليلاً من شأن منتخب فرنسا» بحسب تعبيره. في أيلول (سبتمبر) الماضي، شق هيغوين طريقه الأرجنتينية الدولية، من خلال المباراة أمام بيرو وسجل أول أهدافه (2 – 1)، ضمن تصفيات أميركا الجنوبية للمونديال، ما جعل مارادونا يتمسّك به ويفضله أساسياً على سيرجيو أغويرو ودييغو ميليتو، وارتفعت أسهمه أكثر إثر نجاحه مع ريال مدريد الذي انضم إلى صفوفه عام 2007، وأنهى الموسم الأخير بتسجيله 27 هدفاً. أما رصيده الدولي فيبلغ 5 أهداف في 7 مباريات. معادلة شاءت الصدف للمرة الرابعة توالياً، أن يحتفل البرازيلي ايلانو بعيد ميلاده وهو ضمن بعثة بلاده. العام الماضي كان المنتخب يخوض كأس القارات جنوب أفريقيا، وهذه السنة يستعد لاستعادة لقب المونديال وحصد تتويج سادس. احتفى لاعبو البرازيل بزميلهم قبيل في المباراة مع ساحل العاج، وجددوا تهنئتهم له على تسجيله هدفاً في مرمى كوريا الشمالية. وردّ التحية لهم بهز شباك «العاجيين» الأحد في «سوكر سيتي». بلغ ايلانو عامه ال29، وعزز موقعه عنصراً فاعلاً في تشكيلة دونغا مكملاً الرباعي «النافذ»، أي روبينيو وكاكا ولويس فابيانو. زامل روبينيو في سانتوس ومانشستر سيتين علماً بأن بدايته الأوروبية كانت شرقاً في شاختيور دونتسك الأوكراني (2004 – 2007)، ويمارس فاعليته حالياً في غلطة سراي التركي. قد يعتبر بعضهم ايلانو رالف بلوفر، لاعب الوسط الأيمن، عنصراً يمكن الاستغناء عنه متى دعت الحاجة. لكن دونغا «الناجح حتى إشعار آخر» يعتمد عليه لتغطية تقدّم ما يكون و «خربطة» المراقبة الدفاعية عند الخصم، لينفذ روبينيو أو كاكا أو فابيانو ويسجلون. ونفذ ايلانو مهمته على أكمل وجه حتى الآن في جنوب أفريقيا، كما أضحى مفاجأة أطلقها دونغا. مكان على الكوكب الولاياتالمتحدة تقول كلمتها في جنوب أفريقيا. إنها خلاصة ما تتناوله وسائل الإعلام الأميركية، مشيرة إلى أن المنتخب المشارك في «مونديال 2010» حظي للمرة الأولى بدعم من الجميع بدءاً من الرئيس باراك اوباما. وذكرت تقارير كثيرة أن اللعبة تأخذ مكانها بسرعة بين الألعاب الأكثر شعبية، وإن يلزمها وقت لتفرض وجودها. لكن إحصاءات الاتحاد الأميركي تفيد أن هناك 4.3 مليون مسجل على كشوفاته، ويزاولها حوالى 24.6 مليون شخص. يضم الدوري الأميركي للدرجة الأولى 16 فريقاً، أي نحو نصف فرق دوريات المحترفين في كرة السلة والهوكي والبيسبول وكرة القدم الأميركية. ومعدّل حضور المباريات حوالى 16500 في مقابل 67 ألفاً في ال «أميركان فوتبول»، ونسبة الحضور في المدرجات 71 في المئة في مقابل 96 في المئة ل «أميركان فوتبول»... وعقود النقل التلفزيوني 15 مليون دولار في مقابل 3 بلايين، والنسبة الأعلى للمشاهدة 18 مليون مشاهد (106 ملايين للسوبر بول). ترى هل نقطة الضعف الأبرز على صعيد نمو شعبية كرة القدم في الولاياتالمتحدة عائدة إلى ملل بعضهم من انتهاء مباريات بالتعادل، ما يفقدها الإثارة برأيهم؟!