لم يعد اليوم الأول للوزراء عابراً أو سرياً لا تُعلم تفاصيله، فالوزير الذي يُعد محور الاهتمام، ومحط الأنظار، تحظى كل تحركاته الأولى منذ أن تطأ قدماه الوزارة برصد دقيق، يتفرغ له عدد من الموظفين من خلال نقل وتصوير المشاهد الأولى إلى جماهير متعطشة تنتظر تلك المشاهد وتطير بها في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أن تلك اللحظات التي لا تتجاوز أحياناً ثوانٍ معدودة تتحول أصداؤها إلى انطباعات تُشكل الرأي العام، وتعكس صورة ذهنية دائمة عن الوزير وخصوصاً عند ناشطي تلك المواقع، الذي أضحى «تويتر» بالنسبة له راصداً ومقياساً لنجاح هذا وفشل ذاك. اليومان الماضيان ضجت فيهما مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهد تسجل الأيام الأولى للوزراء المُعينين أخيراً، ففي ما تناقل مغردون مقاطع لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح وهو في حديث مع وزير البترول السابق المهندس علي النعيمي، سجل آخرون أولى لحظات دخول وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لمبنى الوزارة من دون أي كلمة، عدا الاستقبال الذي ظهر فيه حضور بدا وكأنهم موظفون من الوزارة. وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي متابعة دقيقة من ملايين المتابعين لكل شاردة وواردة في ذلك اليوم، ويقوم عدد من الناشطين بتداولها على نطاق واسع، بل إنه لا يتم الاكتفاء بالرصد فقط إذ تتجاوز إلى إصدار أحكام وإن كانت مسبقّة عن مستقبل الوزارة مع وزيرها الجديد، وتعطي انطباعاً مبدئياً يتحوّل مع مرور الوقت إلى دائم، ويمكن قياس ذلك من خلال تجارب الوزراء السابقين، وكيف أن اللحظات الأولى لبعضهم جعلت منهم نجوماً، فيما قتلت آخرين. في الوقت الذي بدأ وزير الصحة أمس (الإثنين) يومه الأول في الوزارة، كان الطرف الآخر وزيرها السابق يودّع وزير البترول ليحلّ بديلاً عنه قائلاً: «في الصحة احتفالات»، واكتفت كاميرات الحضور في اليوم الأول للربيعة بالتقاط دخوله إلى البوابة الرئيسة للوزارة، فيما تناقل مغردون في اليوم الأول لوزير العمل والتنمية الاجتماعية من مباشرة مهماته للوزارة الجديدة، اجتماعاً له مع وزير الشؤون الاجتماعية السابق بمديري العموم في الوزارتين اللتين تم دمجهما أخيراً.