وسن سلام الأصدقاء الطيبين حمامتا وسن تكتب جزءاً من نص يحكي فتنة الغيم هكذا تصنع الملائكة وهكذا تسافر الأوطان لقد وجدتني أدسُّ في جيب حكاياتي كذبةً صغيرة لم أدري أين ستمضي بي! وأذكرُ في اللحظة ذاتها أنني كتبتُ سؤالاً لم أسأله، وجاءتني إجابة كنت قد تمنيتها. الدهشة كانت الإجابة التي أردت، تلك التي تعلق الروح، تكتب ساعات الانتظار همسة همسة، لتعيد تبديل «مشاهد حياتي» أكثر من مرة، فأبتسمُ وقد وجدتُ لحظتي الخاصة. دقائق تمر... ساعة تمضي... أنتظر عشرين مرةً في اليوم... أشرب قهوتي مرتين، ولا أصحو إلا حين تجلدني نوافذ المطر. أعيد صنع قهوتي، وأرسم في فنجاني هذه المرة عينين نغرق فيهما، صوتاً يذوب في أعماقنا، وحكايات كثيرة كانت ومضت. بعض الحكايات وبعض الأشخاص نحتاج أن نتحول لزوربا ونقتلعها من جسد ذاكرتنا لننعم بالهدوء قليلاً، ولن نصنع ذلك إلا حين نتوقف عن الصبر والحلم. وحين نعجز سنظل نرسم لليل سلالم وللأغاني وجوهاً تسحقها مرة وتترنم بها مرات، وأمّا قهوتي فلم تزل منذ الأزل تطرز لي شجراً أخضر وموانئ سلام، فاتحة نهاري وأجنحة لمالك الحزين. نحن لا ننتهي من قصصنا إلا وقد استعرنا مفردات الكون لتصرخ معنا: فالعيون كالمها، والخذلان ما تفعله النعامة، وحين نقسو نصبح ليوثاً وعندما نبكي نبتهل للسماء لتمطر. أجل إننا نفرض على الطبيعة مسايرة الفرح والحزن والحب والدهشة حين تضيع مراكب الكلام وتتوه مصادفات الوتر. * كاتبة سعودية.