رأى الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء، أن الدور المهم الذي تقوم به روسيا، أبرز الحلفاء الدوليين لنظامه، على الساحة الدولية يساهم في رسم «خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب»، وذلك خلال استقباله وفداً روسياً نقل له رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده «أن الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية اليوم يساهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها». واعرب الأسد «عن تقديره مواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين». وأكد الأسد أمام الوفد «أن لا خيار أمام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الإرهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميَّز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري». وذكرت الوكالة أن الأسد استقبل وفد الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية برئاسة سيرغي ستيباشين، الذي نقل له رسالة شفوية من نظيره الروسي «أكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب الدولي المدعوم من بعض الدول الغربية والإقليمية». ونقلت الوكالة أن ستيباشين عبَّر «عن إدانة بلاده لما تقوم به المجموعات الإرهابية من أعمال قتل وترويع تستهدف الشعب السوري بمختلف مكوناته، والتي كان آخرها الاعتداء الإرهابي على منطقة كسب» في محافظة اللاذقية (غرب)، أحد أبرز معاقل النظام السوري. وترأس ستيباشين في 1999 الحكومة الروسية قبل أن يتولى بين 2000 و2013 رئاسة غرفة مراجعة الحسابات الروسية، ويعتبر من الوسط الذي يحظى بثقة الكرملين. وأكد الأسد في سياق آخر، خلال استقباله بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم الجديد أفرام الثاني كريم «على دور البطريركية المهم في نشر ثقافة المحبة والتآخي في مواجهة خطر الفكر الإقصائي التكفيري الذي تعاني منه شعوب منطقتنا والعالم»، وفق الوكالة الرسمية. وذكر التلفزيون السوري في غضون ذلك، أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط، بحث مع السفير السوري في موسكو رياض حداد آفاق استئناف مفاوضات جنيف الرامية إلى تحقيق تسوية للأزمة السورية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال أول من أمس إن المجتمع الدولي بدأ التحضير لمؤتمر «جنيف-3» لتسوية الأزمة السورية، وأشار إلى أن العملية التي أطلقت أثناء مؤتمر «جنيف-2» لم تأت بالنتائج المرجوة.