دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى تعزيز التنسيق بين بلاده وتونس في مجال مكافحة الإرهاب وعلى الصعيد الاقتصادي، فيما قُتل 4 أشخاص وجُرح 20 آخرون في بنغازي بقصف استهدف مسيرة مؤيدة للجيش الوطني الذي يقوده الفريق خليفة حفتر. وأعلن السراج خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه نظيره التونسي الحبيب الصيد أول من أمس: «تطرقنا إلى موضوع التنسيق الأمني بين البلدين بخصوص مكافحة الإرهاب». وأضاف أن «ما حدث الأمس (الخميس) في منطقة أبو قرين كان قريباً»، في إشارة إلى الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم «داعش» على نقطة تفتيش تونسية في البلدة الواقعة الى الغرب من سرت، إضافة إلى الهجمات على بلدتي البغلة ووادي زمزم قرب أبو قرين، التي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 105 بجروح. وتسعى الدولتان الجارتان إلى تشكيل لجنة مشتركة تُناط بها الإجراءات الأمنية، خصوصاً حركة المواطنين الليبيين في تونس وعبر معبر راس الجدير الحدودي. من جهته، قال رئيس الوزراء التونسي: «سنقاوم الإرهاب وسنهزمه، لكن ذلك يحتاج إلى الوقت والتعاون». ووصل الصيد أول من أمس، على متن طائرة عسكرية إلى طرابلس، حيث التقى أعضاء في حكومة الوفاق التي تتخذ من قاعدة عسكرية مقراً موقتاً لها. وهذه أول زيارة لمسؤول تونسي إلى ليبيا منذ وصول حكومة الوفاق الوطني إلى العاصمة نهاية آذار (مارس). وإلى جانب مكافحة الإرهاب، تطرق البلدان اللذان يتشاركان حدوداً بطول 500 كيلومتر تقريباً غالبيتها صحراوية، إلى التجارة عبر الحدود المشلولة حالياً جراء إغلاق الحدود الليبية- التونسية أمام مرور البضائع. وقررت السلطات الليبية الأسبوع الماضي إغلاق معبر راس الجدير الحدودي المشترك بين تونس وليبيا، ما شلّ حركة التجارة. ويربط هذا المعبر بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس. وتعيش المنطقتان أساساً على التجارة والتهريب عبر الحدود. وقال المسؤول في المجلس المحلي الليبي بمنطقة زوارة حافظ معمر إن معبر راس الجدير أُغلق احتجاجاً على «تهريب السلع المدعمة» مثل البنزين إلى تونس. كما أكدت الحكومة التونسية إنها ستعيد العمل في بعثتها الديبلوماسية في ليبيا قبل نهاية الشهر الجاري. وكانت تونس أجلت بعثتها الدبلوماسية من ليبيا منذ تموز (يوليو) الماضي، بعد احتجاز مسلحين ليبيين لموظفي السفارة رداً على توقيف ليبيين من القضاء التونسي. كما تم الاتفاق على فتح المطارات التونسية أمام الرحلات القادمة من ليبيا، بما في ذلك مطار تونسقرطاج الدولي الرئيسي في العاصمة، بعد أن كانت الرحلات مقتصرة على مطار صفاقس (جنوب شرق) لدواعٍ أمنية بقرار من وزارة النقل. في سياق آخر، أفاد مصدر طبي بأن 4 أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب 20 آخرون في مدينة بنغازي الليبية أول من أمس، عندما أطلقت قذائف على مسيرة مؤيدة الجيش الوطني الليبي الذي يتزعم قائده اللواء خليفة حفتر الموالي لحكومة طبرق المتمركزة في شرق البلاد ويرأسها عبد الله الثني. وكان نساء وأطفال ضمن المصابين عندما سقطت القذائف على ميدان الكيش في المدينة. ولم يتضح مَن هي الجهة التي أطلقت القذائف على المسيرة في بنغازي التي تشكّل إحدى جبهات القتال في الحرب المتعددة الأطراف في ليبيا. وتمكن حفتر هذا العام من طرد متشددين إسلاميين وفصائل مسلحة أخرى خارج المدينة لكن القتال ما زال مستمراً في ضواحيها.