قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي، مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى إن حزبه «دعم الجزائر والرئيس في الماضي وسيبقى كذلك طوال الوقت»، في رسالة ضمنية موجهة إلى الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم عمار سعداني. وظهر خلاف عميق بين أويحيى وسعداني، اللذين تلاسنا لأسابيع حول حقيقة دعمهما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في المؤتمر الاستثنائي لحزب «التجمع الوطني الديموقراطي» (ثاني أكبر أحزاب الموالاة) أمس، إذ كان غياب سعداني واضحاً، على رغم حضور عدد كبير من قادة أحزاب الموالاة وشخصيات وزارية وحتى رئيس الحكومة عبد المالك سلال. وخلط خلاف أكبر حليفين لبوتفليقة، حسابات المراقبين، إذ خاطب سعداني، أويحيى مرات عدة أخيراً، بكلمات قاسية مثل: «أنت غير مخلص لبوتفليقة، تريد كرسي الرئاسة، وليس لك موقع ولا تزال تعيش بعقلية التسعينات، وها أنا أعلن الطلاق البائن معك». ورأى مراقبون أن كلام سعداني قد يكون مؤشراً إلى إبعاد أويحيى عن الساحة السياسية، إذ ذكر بنقده العنيف لقائد الاستخبارات السابق محمد مدين، فيما بات كلام سعداني إلى حد كبير مؤشراً عن توجهات السلطة. وجدد أويحيى الذي يعاني من حركة تمرد داخلية تدعو إلى الإطاحة به، دعوته أحزاب المعارضة إلى «العمل معاً لخدمة مستقبل الجزائر في ظل احترام مؤسسات الدولة وقوانين الجمهورية»، معبراً عن وقوف حزبه مع المستثمرين الشباب والعمل على تحسين مناخ الاستثمار لإخراج البلاد من الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها. وينافس أويحيى في الانتخابات التي ستجري على زعامة الحزب، الوزير السابق بلقاسم ملاح، الذي يبدي ثقة كبيرة بالفوز بمنصب الأمانة العامة، معولاً على معطيات قال إنه يملكها وحده وهي سلاحه ضد أويحيى. وهذه المرة الأولى في تاريخ «التجمع الوطني الديموقراطي»، التي يُلجأ فيها إلى صندوق الاقتراع السري لانتخاب الأمين العام، بعد أن درجت العادة على اعتماد التزكية منذ نشأة الحزب في عام 1997. ويعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الموالاة الثاني في الجزائر، في جو غير عادي، بعد أن تسبب التصحيحيون الرافضون لسياسة أويحيى بمشاكل للقيادة الحالية، على رغم التقليل من شأنهم بعد أن فضلوا البقاء بعيداً عن دعم غريم أويحيى، مؤكدين أن هدفهم هو «إرساء قواعد سليمة للحزب وإعادته إلى السكة التي أُنشئ لأجلها».