استقرت أسعار النفط أمس بعد تراجعها على مدى يومين متتاليين بسبب مخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع الإنتاج في الشرق الأوسط إلى زيادة تخمة المعروض العالمي. وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة عند 45.02 دولار للبرميل بزيادة خمسة سنتات على التسوية السابقة. وارتفع الخام الأميركي 11 سنتاً إلى 43.76 دولار للبرميل. وجاء استقرار الأسعار بعد جلستين متتاليتين هبط فيهما «برنت» بنحو سبعة في المئة فيما تراجع خام «غرب تكساس الوسيط» خمسة في المئة مقارنة بمستوياتهما في نهاية نيسان (أبريل) بسبب زيادة الإنتاج في الشرق الأوسط وظهور مؤشرات جديدة على التباطؤ الاقتصادي في آسيا. وأظهرت «بيانات معهد البترول الأميركي» ارتفاع مخزون الخام في الولاياتالمتحدة بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي يوم 29 نيسان إلى 539.7 مليون برميل، ما يكفي لتلبية الطلب العالمي لأسبوع تقريباً. وتوقع مصرف «باركليز» وصول سعر «برنت» إلى 44 دولاراً للبرميل في العام الحالي بعد التعديل بالرفع 5 دولارات. كما رجّح وصوله إلى 60 دولاراً للبرميل في 2017. وتوقع أن يبلغ سعر «خام غرب تكساس الوسيط» 42 دولاراً للبرميل في 2016 و59 دولاراً في 2017. وكان بارزاً أمس التصريح الذي نقلته «وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء» الرسمية عن مدير الشؤون الدولية في «شركة النفط الوطنية الإيرانية» محسن قمصري، الذي قال إن صادرات طهران من الخام تجاوزت مليوني برميل يومياً. وأفادت الوكالة بأن الإنتاج الإيراني يبلغ حالياً 3.8 مليون برميل يومياً. وأفاد مصدر بأن إيران رفعت صادراتها من الخام إلى نحو 1.75 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل) من متوسط قارب 1.6 مليون برميل يوميا في آذار (مارس). إلى ذلك، أعلن مسؤولون نفطيون ومصادر أمنية أن انفجارات وقعت في بئرين للنفط قرب المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في شمال العراق وأدت إلى توقف الإنتاج فيما يعمل رجال الإطفاء على إخماد النيران. وأفادت المصادر بأن الشرطة عثرت على متفجرات لم تنفجر بعد في بئر نفطية ثالثة وتحاول تفكيكها. السودان والجزائر من جهة أخرى، وصل وزير النفط السعودي علي النعيمي إلى السودان ووعد بزيادة الاستثمارات هناك. وصرح لصحافيين بأن «هذه الزيارة جزء من تحركاتنا للاستثمار في المنطقة». وأضاف: «في السودان سنركز على الاستثمار في قطاع التعدين». وعقد الوزير لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير بحثا خلاله «التعاون بين البلدين في مجالات التعدين والاستثمارات المشتركة، ورؤية المملكة 2030 وأهميتها في التنويع الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمارات التعدينية»، وفقاً ل «وكالة الأنباء السعودية». كما عقدت «اللجنة الدائمة السعودية - السودانية للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في قاع البحر الأحمر»، اجتماعاً في الخرطوم برئاسة النعيمي ونظيره أحمد محمد الكاروري، الذي قال إن هذه الزيارة «تهدف إلى مناقشة مشروع «أطلانتس 2» المشترك على طول الحدود بين البلدين. ومن الجزائر، أعلن مسؤول إن بلده يتوقع زيادة صادراته من الغاز الطبيعي إلى أوروبا 15 في المئة لتتجاوز 50 بليون متر مكعب هذه السنة، متخطية مرحلة التعافي من الهبوط الذي سجلته منذ العام 2013 مع زيادة الإنتاج من الحقول الحالية والجديدة. ويُنتظر أن تعقد الجزائر محادثات مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وشركات نفط في شأن إمدادات الغاز المستقبلية حيث يُنتظر انتهاء أجل العقود الحالية من 2019 إلى 2021. وذكر نائب المدير العام لشركة «سوناطراك»، عمر معاليو، أن صادرات الجزائر من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي تتزايد منذ الربع الأخير من عام 2015 وإن وتيرة الزيادة تسارعت هذه السنة. وقال متحدثاً إلى وكالة «رويترز»: «نتوقع زيادة بنسبة 15 في المئة في صادراتنا إلى أوروبا في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، سجلنا فعلاً نمواً كبيراً في الأشهر الأربعة الأولى منه حيث حققت الصادرات عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال نمواً تجاوز 30 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015». وفي أخبار الشركات، أعلنت «دانة غاز» أمس تحقيق أرباح صافية في الربع الأول من العام الحالي بلغت ستة ملايين دولار على رغم تراجع أسعار النفط بنسبة 41 في المئة. وجاء في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أن إجمالي الإيرادات بلغ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام نحو 42 مليون دولار. كما أعلنت شركة «رويال داتش شل» التخطيط لخفض الإنفاق في العام الحالي بنحو عشرة في المئة إلى 30 بليون دولار بسبب هبوط أسعار النفط بعدما أعلنت نتائج أفضل من التوقعات للربع الأول. وفي أول نتائج تعلنها منذ استحواذها على مجموعة «بي جي» مقابل 54 بليون دولار في 15 شباط (فبراير)، أشارت الشركة البريطانية - الهولندية إلى أنها حققت صافي ربح بلغ 1.55 بليون دولار. بدورها، أعلنت «نوبل إنرجي» الأميركية لإنتاج النفط والغاز تفاقم خسائرها الفصلية في الربع الأول، وتوقعت خفض نفقاتها عن المستوى المحدد في موازنة العام الحالي والبالغ 1.5 بليون دولار. وزاد صافي خسائر الشركة إلى 287 مليون دولار أو 67 سنتاً للسهم في الأشهر الثلاثة التي انتهت في 31 آذار (مارس) مقارنة بخسارة 22 مليون دولار أو ستة سنتات للسهم في الفترة ذاتها قبل سنة. ولفتت إلى إن حجم المبيعات ارتفع ثمانية في المئة إلى 416 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً بعد أخذ الاستحواذ على شركة «روزيتا ريسورسيز» في الاعتبار.