حذر موفد الأممالمتحدة إلى سورية ستافان دي مستورا اليوم (الأربعاء) من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هرباً من المعارك الدائرة في حلب في حال عدم توصل الأسرة الدولية إلى إعلان الهدنة في المدينة شمال سورية. وقال دي مستورا في ختام اجتماع في برلين مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا إن «الحل البديل (من نجاح المفاوضات لاعلان الهدنة) سيكون كارثياً، لأننا نتوقع تحرك 400 ألف شخص باتجاه الحدود التركية». وجدد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارولت تحميل النظام السوري مسؤولية تجدد المواجهات، مبدياً خشيته من تبدد كل الآمال لحل النزاع استناداً إلى وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في شباط (فبراير) والمفاوضات في جنيف. وصرح للصحافيين «إذا لم يعلن وقف النار فوراً، في الساعات المقبلة، في حلب، سينهار كل شيء، كل الأمل الذي نضعه في عملية سلام الضروري للسوريين». ومن جهته، شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على انه «لن يكون هناك عودة إلى جنيف (من أجل مفاوضات السلام السورية)، إذا لم يحترم وقف إطلاق النار في حلب وحولها». وأضاف دي ميستورا أنه لا يزال «يؤمن بعملية جنيف»، متداركاً «ولكن يجب أن نرى بأم العين أن وقف الأعمال القتالية بدأ تنفيذه مجدداً«. وكان رئيس فريق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية يان ايغلاند أعلن اليوم أن الحكومة السورية ترفض السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، معرباً عن خشيته من ظهور منطقة محاصرة أخرى. وتابع «لسنا في حاجة إلى بيانات. نريد وقفاً للقصف والقتال. إنها كارثة. الجهاز الطبي يتعرض للقتل فيما السكان ينزفون«، مضيفاً في ختام اجتماع في جنيف: «نأمل بأن تتغير الأمور في المدى القصير، وإلا فإن هناك خطراً أن تصبح الأحياء الشرقية في حلب منطقة محاصرة». وأوضح ايغلاند أن «مئات من أفراد طواقم الإغاثة لا يستطيعون السفر إلى حلب، نظراً لعدم موافقة الحكومة السورية». وقال: «نحن في حاجة إلى أمرين: وضع حد للقتال والسماح بمساعدة الناس الذين يعانون«. وفي نيسان (أبريل)، طلبت الأممالمتحدة الوصول إلى 35 مدينة وبلدة سورية حيث يعيش 900 ألف نسمة، وأوضح ايغلاند في هذا السياق: «تلقينا الرد والاخبار ليست جيدة». وأكد أن النظام السوري اعترض على توزيع المساعدات الغذائية على نصف المدن والبلدات التي طلبتها الأممالمتحدة، وبينها الأحياء الشرقية في حلب. وتتزامن التصريحات مع اجتماعات للأمم المتحدة وعدد من الديبلوماسيين في محاولة لاعادة فرض وقف الاعمال القتالية في حلب، إذ استمر القتال العنيف الليلة الماضية. وختم ايغلاند بالقول ان «سكان حلب ينزفون، والهرب لم يكن صعباً كما هو الآن».