تستضيف مدينة تورنهوت البلجيكية مهرجان الكاريكاتور العربي بين 6 و22 الجاري. ويأتي المهرجان بعد تحضير استغرق أشهراً، كحدث ضروري بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في بلجيكا وأوروبا. ويسعى القيمون عليه للقول إن العرب والمسلمين ليسوا جميعاً في خانة الإرهاب بل إنهم يعانون منه وهم أكبر المتضررين بسببه، خصوصاً إنهم يؤمنون بحقوق الإنسان وحرية التعبير والنضال السلمي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية والتطرف الديني. ويختص المهرجان برسامي الكاريكاتور الذين يرسمون الشأن السياسي العربي والدولي. وهذه الرسوم هي الأكثر قراءة عبر وسائل الإعلام العامة، وسهلة الالتقاط إلى المتصفح المهتم وغير المهتم بالشأن السياسي. ولعل السهولة في إيصال الفكرة تجعل الرسامين في الخط الأمامي لمواجهة التطرف والأنظمة الاستبدادية، خصوصاً تلك المناطق التي تشهد تشدداً في حرية الصحافة وتضييقاً على حرية التعبير. ومن خلال مقاطع صوت وفيديو، نكتشف في المعرض أكثر عن حياة رسامي الكاريكاتور في العالم العربي، لماذا فروا من أوطانهم وكيف أنهم مستمرون في معركتهم من منافيهم، لماذا اختاروا متابعة الرسم، حتى لو كان ذلك يشكل خطراً على حياتهم؟ ويهدف المهرجان إلى إقامة جسر يتيح الحوار التفاعلي بين رسامي الكاريكاتور في العالم العربي والمجتمع الأوروبي، والتفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات وإظهار أن حرية التعبير هي حق من حقوق الإنسان، وأن ذلك أساس وأمر طبيعي جداً في بلجيكا.