كان في إمكان الشاعر والإعلامي عبدالغني طليس أن يجعل من كتابه «ما تيسّر من عبد» الصادر حديثاً عن دار نلسن، أكثر من كتاب. لكنه شاء أن يضم ما تيسر له من ضمه، في هذا الكتاب، جامعاً بين صفته شاعراً وناثراً. وكان في إمكان طليس أن يفرد القصائد التي نشرها، بالفصحى والعامية في ديوان على حدة، لأنّها تستحق فعلاً أن تقرأ وحدها وفي ضوء خصوصيّتها وتراوحها بين الشعر الحرّ ذي التفعيلة والشعر العاميّ ذي المناخات المختلفة. ومما ضمّ الكتاب أيضاً مقاربة مهمة كتبها طليس عن «أسرار» الأخوين، عاصي ومنصور، وفيها تناول هذه الظاهرة الفنية الكبيرة بخبرة العارف الذي رافق الأخوين وكان على كثب من عالمهما الشعري والموسيقى والمسرحي. وكتب طليس مقدمة قال فيها: «ليس مبالغةً اعترافي بأنني «أُساق» الى نشر كتاب لي، كالطير يرقص مذبوحاً من... تغيير عادته. وعادتي هي أنني أحبّ أن أقرأ قصيدتي، ومقالتي في الفنون أو في السياسة، وأرغب في تهجئة اسمي جيداً، وحرفاً حرفاً، في الصحيفة أو المجلة، لا على غلاف كتاب. لماذا؟ حقاً لا أدري، ومن دون الدخول في أي تحليلٍ لنفسي الأمّارة بكل الملذّات إلا... نشر كتاب! لذلت قلت لنفسي التي أمرَتني وأطعتها هذه المرة، إن لي شرطاً عليها، هو أنني ما دمت سأوافقها النشر... فينبغي أن توافقني هي في نشر أفضل (هل لديّ أفضل؟) ما عندي من كل «فن» دفعة واحدة: القصيدة بالمحكية، القصيدة بالعربية الفصحى، البحث الفني، والمقال السياسي معاً في كتاب واحد، لا كل «فن» في كتاب خاص كما جرت العادة. وكل عادة أدبية، في حسباني، يجب أن تكون... في النار! كتابي هذا، هو ما تيسّر من عبدٍ أدركته الحياة وأدركها، وهو، كما أنا في حياتي وعملي، مجموعة من الاهتمامات المهنية والمزاج القَلِق والشِّعر. أنا هكذا. ومن ساوى كتابه بنفسه ما ظلمه... ولا ظلم نفسه». ومن عناوين الكتاب: قصائد بالمحكية والفصحى، مقالات من السياسة، من أسرار الأخوين رحباني مع قصائد قديمة ومجهولة لعاصي الرحباني. وأرفق طليس كتابه بأسطوانة (سي - دي) ضمّت قصائد بصوته.