فشلت الجمعية الوطنية للمتقاعدين في عقد أول اجتماع لفرعها في منطقة الرياض صباح أمس، كان يفترض أن يتم خلاله اختيار مجلس إدارتها، إذ تغيّب غالبية أعضائها. وفيما أنحى مسؤولون في الجمعية باللائمة على الأعضاء المتغيبينووصفوهم بضعف الحس الخيري، رأى بعض الأعضاء الذين حضروا أن المسؤولين عملوا على إضعاف همتهم كما اختاروا توقيتاً غير مناسب كونه يوم عطلة. وحمّل جابر الفيفي (أحد الأعضاء المتقدّمين لترشيح أنفسهم إدارة الجمعية مسؤولية) ما حدث، مشيراً إلى اختيارها إقامة الاجتماع صباح الخميس يعتبر غير مناسب ويعطي الأعضاء انطباعاً بعدم جدّيتها. وأضاف خلال وجوده في مقر الاجتماع في مركز الأمير سلمان الاجتماعي: «يبدو أن هناك شيئاً من عدم الجديّة لدى إدارة الجمعية، ويظهر ذلك واضحاً من خلال عقدها لهذا الاجتماع في هذا الوقت غير المناسب، إضافة إلى قيام الجمعية بإرسال رسائل هاتفية للأعضاء تعمل على تثبيط حماستهم وفعاليتهم، إذ احتوت على إيحاءات بأن من يتم ترشيحه فإنه مطالب بدوام جزئي لا يتضمن أي مميزات أو حوافز، إلى جانب تشهير الإدارة بالأعضاء الذي رشّحوا أنفسهم ثم انسحبوا أمام الآخرين». أما زميله عبدالرحمن العنيزان فاعتبر أن الجمعية لم تقدّم معلومات واضحة عن المرشّحين، ولم تعطِ الدعم اللازم لتأسيس فرعها في الرياض. وتابع: «ما حدث خيّب آمالنا، فالحضور الضعيف الذي أدى إلى إلغاء الاجتماع لم يكن متوقعاً، ولا سيما أنه الاجتماع الأول لفرع الجمعية في منطقة الرياض، وفي كل الأحوال لا يمكن أن نتجاهل عامل الوقت الذي تم اختياره، إذ إنه غير مناسب». من جهته، أبدى المدير التنفيذي المكلّف للجمعية بداح القحطاني أسفه لتغيّب معظم أعضاء الجمعية على رغم أنهم اختاروا بأنفسهم هذا الموعد على حد قوله، مشيراً إلى أن الأعضاء جميعاً أبلغوا بموعد الجلسة عبر رسائل هاتفية، إلا أن عدد الحاضرين لم يتجاوز 15 عضواً من 246، بينهم 7 مرشحين من 11 (رجال ونساء). وأضاف في حديث إلى «الحياة» أن ما حدث سبّب للجمعية إحراجاً كبيراً أمام من حضر، معتبراً أن «هناك من يرشّحون أنفسهم سعياً وراء المادة، على رغم أن عمل الجمعية تطوعي». وتابع: «بثثنا رسائل هاتفية توضّح ماهيّة العمل في الجمعية الوطنية للمتقاعدين لتوضيح الصورة كاملة لكل من يرغب في ترشيح نفسه، حتى لا يتفاجأ أحدهم مستقبلاً بالوضع الذي لا يتخلله صرف مرتبات كونه عملاً تطوعياً»، مبدياً انزعاجه من ضعف ثقافة الالتزام والشعور بالمسؤولية الذي بدا واضحاً من خلال التغيب. وأعرب عن اعتقاده بألا يختلف عدد من يحضرون الاجتماع المقبل للجمعية كثيراً عن عددهم أمس. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الفريق متقاعد عبدالعزيز هنيدي أن المشكلة تكمن في أن المناسبة تتعلّق بجمعية خيرية، وبالتالي فإن العضو قد لا يكون متحمّساً للحضور، بعكس ما إذا كانت المناسبة خاصة بجهة رسمية يعمل بها، معتبراً أن ما حدث أمر معتاد لدى الجمعيات التي تصنف بأنها خيرية، عازياً ذلك إلى ضعف الحس الخيري وعدم الاهتمام بخدمة المجتمع، وقلة الوعي بدور الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي الخيري.