يرى عدد من الباحثين أن الاستعداد لعالم يسوده الذكاء الاصطناعي وتنتشر فيه الروبوتات والشبكات الشاملة، بات أمراً ضرورياً لبقاء الجنس البشري. في ذلك الصدد، لاحظت فايفاي لي أن البشر يحتاجون إلى التحلي بقدر أعلى من المسؤولية عند تصميم الروبوتات المتقدّمة وتشغيلها، خصوصاً «أنها تصبح أقوى يوماً بعد يوم». وتذكر كلماتها بأنّه في كانون الثاني (يناير) 2015، وجّه كل من إيلون ماسك (مؤسّس شركة «سبايس إكس» التي صنعت أول صواريخ فضاء قابلة لإعادة الاستخدام)، وبيل غيتس (مؤسّس شركة «مايكروسوفت» العملاقة)، وستيفن هوكينغ (أبرز علماء الفيزياء حاضراً)، خطاباً عاماً دعوا فيه إلى تكثيف البحوث في مجال تعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتجنب المعوقات المحتملة. نموذج الوقود الأحفوري بلغ عدد التوقيعات على ذلك الخطاب حتى الآن ما يزيد على 8000 توقيع، أتت كلها من علماء مرموقين على شاكلة الموقّعين الأُوَل عليه. إن التنبؤات المستقبلية ليست رهاناً مضموناً، وليس الجميع مقتنعين بأن البشرية ستشهد تحولات تقنية بتلك السرعة. إذ يشكك كين غولدبرغ، وهو مهندس في «جامعة كاليفورنيا» في مدينة «بيركلي»، في فكرة تطوّر التقنيات بسرعة كبيرة في المجالات كافة، أو تطور بعضها إلى ما لا نهاية، ويقول: «مكمن الخطورة في التفاؤل المفرط هو بناء توقعات غير واقعيّة، ربما تنتهي بأزمة جديدة تعصف بمستقبل الذكاء الاصطناعي»، مشيراً بذلك إلى فترات في تاريخ مشاريع الذكاء الاصطناعي، أدت فيها المبالغة إلى خيبة أمل، أعقبها نقص حاد في التمويل. ويرى غولدبرغ أن التحذيرات الأخيرة من خطر تفوّق الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الذكاء البشري «مُبالغٌ فيها إلى حد كبير». وكذلك يشكك ستيوارت جوناثان راسل، وهو عالم كومبيوتر في «جامعة كاليفورنيا» أيضاً، في فكرة حدوث قفزات جوهرية حتمية، ناتجة من التطورات التقنية السريعة. ويقول: «حتى لو كانت لدينا أجهزة كومبيوتر أسرع تريليون مرّة، فلن نصل إلى ذكاء اصطناعي يضاهي مستوى ذكاء البشر، أو حتى نصفه. ويمكننا القول إننا سنحصل على إجابات خاطئة أسرع تريليون مرة من ذي قبل، وما يهم حقاً هو التطوّر في التصور والخوارزميّات، وهي أمور يصعب التنبؤ بها». لم يوقّع راسل على خطاب هوكينغ، موقناً أن من الضروري عدم تجاهل حقيقة أن التقنية ربما تتسبّب أيضاً في أخطار محتملة وعواقب وخيمة. يقول: «ارتكبنا الخطأ ذاته مع تقنيات الوقود الأحفوري قبل 100 عام، والآن نرى بوضوح فوات الوقت على تدارك الأمر»!