صادقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية أمس مبدئياً على تعديل قائمة البضائع المسموح إدخالها إلى قطاع غزة لجهة توسيعها لتشمل منتجات أساسية بسيطة ومواد لبناء مشاريع مدنية. وجاء القرار بعد يومين من النقاش داخل الحكومة في شأن «خطة (مبعوث اللجنة الرباعية توني) بلير» لتخفيف الحصار على قطاع غزة. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في اختتام اجتماع أمس أن إسرائيل ستوسع قائمة السلع التي تدخل إلى القطاع من طريق المعابر البرية الإسرائيلية، كما سيتم توسيع قائمة المواد التي تستعمل في المشاريع المدنية الموجودة تحت إشراف المنظمات الدولية. وأضاف البيان: «ستواصل إسرائيل ممارسة الإجراءات الأمنية لمنع تهريب الأسلحة والمعدات الحربية إلى غزة»، مشيراً الى أن الحكومة ستقرر خلال الأيام القريبة اتخاذ خطوات إضافية بتطبيق هذا السياسة. وختم أن إسرائيل تحض المجتمع الدولي على التحرك الفوري لإطلاق الجندي الأسير غلعاد شاليت فوراً. واعتبرت أوساط إسرائيلية قرار الحكومة تراجعاً عن إعلانها عند تشكيلها قبل أكثر من عام أن أي تسهيلات في الحصار ستكون فقط في إطار الإفراج عن شاليت. وأضافت أن التسهيلات الجديدة تأتي تحت وطأة الضغط الدولي في أعقاب الهجوم الدموي الذي نفذته البحرية الإسرائيلية على قافلة السفن وأودى بحياة تسعة من ركاب السفينة، والانتقادات الدولية الشديدة التي تعرضت لها الدولة العبرية. وكان نتانياهو كلف الأحد الماضي وزير النقل يسرائيل كاتس بلورة خطة يتم بموجبها ترتيب إدخال البضائع عبر المعابر الحدودية طبقاً للسياسة الجديدة التي تضعها الحكومة في هذا الشأن. وطبقاً لبرنامج كاتس، تغلق إسرائيل كل المعابر البرية إلى قطاع غزة، على أن يتاح نقل البضائع عبر معبر رفح بين القطاع ومصر، وذلك بهدف انفصال إسرائيل عن القطاع والتنصل من مسؤوليتها عن المعابر الدولية، ولاحقاً عن المسارات الجوية والبحرية، وهكذا تتفادى الضغط الدولي الحالي. ويضيف كاتس إن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحقها في إجراء تفتيشات أمنية لمنع تهريب أسلحة ووسائل قتالية. على صلة، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أوساط رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية أن الأخيرة تستعد لاحتمال أن يكون على متن قافلة السفن اللبنانية لكسر الحصار عن قطاع غزة «مخربون انتحاريون» ينتمون إلى «حزب الله». وأفاد المعلق العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان أن وزير الدفاع ايهود باراك ترأس أمس جلسة مشاورات مطولة شارك فيها الوزيران دان مريدور ويوسي بيلد ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي اشكنازي وقائد سلاح البحرية اللواء اليعيزر مروم وضباط كبار وممثلون عن الأذرع الاستخباراتية، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. وأضاف أن الاجتماع تناول سبل منع القافلة من الاقتراب من غزة. وتابع المعلق أن إسرائيل تواصل اتصالاتها مع جهات دولية وتحضها على إقناع الحكومة اللبنانية على منع إبحار القافلة.