أكّد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أن أزمة النفايات «هي الشغل الشاغل لرئيس الحكومة تمام سلام ولكل اللبنانيين، ومما لا شك فيه أن كل القوى السياسية تعمل على هذا الموضوع ووليد بيك كان له دور كبير فيه ونحييه على شجاعته». وشدد الحريري بعد لقائه سلام أمس على أنه زاره «للبحث في موضوع واحد هو النفايات، خصوصاً أن هناك لجنة وزارية ستجتمع». وقال: «منذ مجيئي وأنا أعمل على هذا الموضوع مع الفرقاء السياسيين وإن شاء الله ستتمكن اللجنة الوزارية في اجتماعها اليوم (أمس) من الوصول إلى حل، وإذا توصلت إلى ذلك يكون الموضوع قد حل لأن اللبنانيين يستحقون أن تكون شوارعهم خالية من النفايات». وعما إذا وصلت الاتصالات التي يقوم بها الى شيء ايجابي، أجاب: «نعمل مع الجميع ويجب أن يحل هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن وبرأيي انشالله خلال بضعة أيام». وكان الحريري التقى في دارته النائب بهية الحريري في حضور قائد منطقة الجنوب في قوى الامن الداخلي العميد سمير شحادة. وبحث مع رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الجهاز الاوروبي للعمل الخارجي كريستيان بيرغر، في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، المستجدات السياسية على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وخصوصاً أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان. كما التقى الحريري وفداً من حزب «الهانشاك» برئاسة كيراكوس توتونجيان في حضور النائب سيبوه كالباكيان الذي أوضح أنه تم «التطرق إلى الانتخابات الرئاسية وضرورة إجرائها في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى أهمية إيجاد حل لأزمة النفايات». ثم التقى الحريري النائبين محمد قباني وباسم الشاب. وترأس سلام، مساء أمس جلسة للجنة الوزارية المكلفة حل أزمة النفايات التي على ضوء نتائجها يتقرر مصير جلسة مجلس الوزراء المقبلة. ويبدو أن أزمة النفايات دخلت مرحلة جديدة بعد التعثّر المتتالي للحلول المطروحة. فبعد ما حُكي عن أنه تم الاتّفاق على مطامر تتوزّع على الشكل التالي: كوستا برافا لنفايات الضاحية الجنوبية، برج حمود لنفايات المتن الشمالي، الناعمة لنفايات الشوف وعاليه، على ان توزع نفايات بيروت على معمل صيدا وعلى مطامر البقاع وعكار، عادت لتبرز عقدة رفض النائب طلال ارسلان مكب الكوستا برافا والبحث عن مخرج مع «حزب الله» وحركة «أمل» يقضي باختيار 3 أماكن بديلة لمعالجة نفايات الشويفات والضاحية الجنوبية والمناطق المجاورة. وعلمت «الحياة» انه بعد الاتفاق على البدائل الموقتة ستقر في مجلس الوزراء ليبدأ العمل فيها في شكل متوازن ومتلازم. وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور، طلب من محافظ البقاع القاضي أنطوان سليمان، الإيعاز لمن يلزم بإقفال مكب بر الياس لما يشكله من خطر على صحة المواطنين. سليمان ينبه إلى سلبيات دخول «غينيس» بصفة لبنان أكبر مطمر أكد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أن «تحصين البيت اللبناني الداخلي يجب أن يكون في أعلى مراتب الاهتمام لدى القوى السياسية كافة، لإنقاذ لبنان من التداعيات السلبية في المنطقة نتيجة الصراعات المشتعلة، ومن مغبة رسم الحلول بمعزل عن رأي لبنان الرسمي غير الموجود على الطاولة بفعل الفراغ الرئاسي الذي ينهش المؤسسات». وشدد سليمان خلال لقائه أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل والوزراء أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، أليس شبطيني وعبد المطلب حناوي، على «أهمية التواصل الإيجابي بين جميع القوى من دون أي استثناء بهدف البناء على الإيجابيات والمشتركات، وهي كثيرة، للحؤول دون السقوط في هاوية الفراغ الشامل». وأكد على «ضرورة إيجاد الحلول العملانية لتصريف شؤون الناس الحياتية من خلال تفعيل دور الحكومة، والإسراع في إنهاء مهزلة النفايات وعدم تغطية أي فريق يعرقل سير الحلول»، منبهاً من «تراكم المخاطر الصحيّة والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية بعد انتشار السموم، ناهيك بسلبيات ترشيح لبنان لدخول موسوعة غينيس بصفته أكبر مطمر للنفايات أو بنتيجة أطول فترة زمنية من دون رئيس». وقال شهيب إن «من الطبيعي أن نبحث مع الرئيس في الأمور الحساسة التي يمر بها البلد وهو حليف أساسي كنا معه في حلف حين كان رئيساً ومستمرون في هذا الظرف بالتنسيق في كل الأمور». وفي ملف النفايات، أمل بأن «يعود الجميع إلى عقله والمنطق والعلم وعلينا التخلص من الميوعة في عملية معالجة النفايات». ولفت إلى أن أبو فاعور «يعرف بأن المستشفيات مكتظة بالمرضى والنتائج التي سنراها في المستقبل ربما أخطر مما نمر به اليوم والكل عليه تحمل المسؤولية والمشاركة». وعن عرقلة الملف، أجاب: «الوعود كثيرة إنما الإخلاص والصدق أقل».