عندما تفتش عن أدوار وآثار المرأة في المجتمع الأميركي تجدها اينما وليت وجهك، فحضورها في كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية، ومؤخراً العسكرية، لا يقل أهمية وتأثيراً عن أدوار الرجال لا بل انها تتفوق عليهم في عدد من قطاعات منها التربية والتعليم. أما على المستوى السياسي فقد سجلت نساء اميركيات عدة بينهن مادلين أولبرايت وكوندوليسا رايس وبعدهما هيلاري كلينتون نجاحات وإنجازات خلال قيامهن بمهمات وزيرات للخارجية الأميركية إلا أن دول غربية أوروبية عديدة سبقت الولاياتالمتحدة باشواط كبيرة من خلال انتخاب نساء على رأس القيادة السياسية للبلاد كمنصبي رئاسة الجمهورية او الحكومة. هذا الانتقاص التاريخي من حقوق المرأة الأميركية أضفى على الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام زخماً ودلالات تتجاوز الانقسام الحزبي التقليدي بين جمهوريين وديموقراطيين. وكلينتون هي المرأة الأولى التي تترشح لمنصب الرئاسة في تاريخ الانتخابات الاميركية. وفي حال فوزها في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ستسجل سابقة تاريخية وتكون أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في الولاياتالمتحدة. ومع اقتراب كلينتون من نيل ترشيح الحزب الديموقراطي في شكل نهائي بعد تقدمها الكبير على منافسها بيرني ساندرز في الجولات الانتخابية التمهيدية الأخيرة بدأت السجالات الانتخابية بينها وبين دونالد ترامب المرشح «المفترض» للحزب الجمهوري تتمحور على قضايا المرأة وحقوقها. ويتهم ترامب منافسته في السباق الى البيت الأبيض بأنها تلعب ورقة قضايا المرأة لاكتساب تأييد النساء الأميركيات، اللواتي تظهر استطلاعات الرأي أن غالبيتهن لا يؤيدن المرشح الجمهوري الثري. ويعتبر ترامب ان جزءاً كبيراً من التأييد الذي تحظى به كلينتون يعود الى كونها امرأة ويزعم انها لو كانت رجلاً لما حصلت على 5 في المئة من الأصوات المؤيدة لها. أما سيناتور ولاية تكساس تيد كروز الذي ينافس ترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري فقد اختار الدخول الى السباق بصحبة كالي فيورينا المرشحة الرئاسية السابقة وأعلن أنها ستكون نائبة الرئيس الأميركي في حال فوزه بالانتخابات. وفيورينا واحدة من شخصيات نسائية جمهورية وديموقراطية عدة خضن مواجهات ومشادات مع ترامب على خلفية ما يعتبرنَه خطاباً معادياً للنساء. ويسعى كروز من خلال تحالفه مع فورينا الى كسب أصوات الناخبات في الحزب الجمهوري. وتتفق أكثر من 60 في المئة من النساء الأميركيات، من الحزبين الديموقرطي والجمهوري، على أن خطاب ترامب معادٍ للنساء وانهن يفضلن انتخاب كلينتون للرئاسة. وفي سجل ترامب النسائي وسجالاته الجندرية مشادة تلفزيونية مع مايغن كيلي مذيعة «فوكس نيوز» و «حرب زوجات» مع كروز وتصريحات معادية للاجهاض دعا فيها الى معاقبة النساء ما أثار موجة من ردود الفعل أجبرته على التراجع عن تصريحاته. وتحظى كلينتون الى جانب دعم مؤسسة الحزب الديموقراطي والرئيس باراك أوباما بدعم شخصيات نسائية بارزة في الحياة السياسية الأميركية، منهن مادلين اولبرايت التي حذرت نساء أميركا بأن أي واحدة منهن لا تنتخب كلينتون وتمنع وصول أول امرأة لرئاسة الولاياتالمتحدة «ستحترق في الجحيم».