نشرت مجلة «ذي لانسيت» البريطانية دراسة اليوم (السبت)، مفادها أن الأشخاص الذين يفوق عمرهم 54 عاماً ممن يعانون اكتئابا تزداد أعراضه تدريجاً، يواجهون خطراً أكبر للإصابة ب «الخرف»، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه المشكلة قد تكون مؤشراً مبكراً إلى الإصابة بهذا المرض العصبي الانتكاسي. وأشارت المجلة المتخصصة إلى أن «المجموعة التي ازدادت أعراض الاكتئاب لديها على مر الزمن هي وحدها التي كانت تواجه خطراً مطرداً بالخرف»، وليس من يعانون الحالة العرضية. وتم تسجيل ترابط قوي بين الاكتئاب و«الخرف» في دراسات سابقة من دون تحديد طبيعة العلاقة بين الأمرين، غير أن هذه الدراسة قُدّمت على أنها الأولى التي تنظر في تطور أعراض الاكتئاب ووتيرة الإصابة بأمراض «الخرف»، إذ إن أكثر هذه الأمراض شيوعاً هي تلك الناجمة عن اختلالات في الأوعية الدموية فضلاً عن مرض أل «زهايمر». وتتراجع حدة أعراض الاكتئاب مع الوقت لدى البعض، في حين تتفاقم عند آخرين، والبعض يعانون نوبة اكتئاب وحيدة، في حين يصاب آخرون بانتكاسات متكررة ويصبحون من المصابين ب «الاكتئاب المزمن». وفي هذه الدراسة، حلل الباحثون بيانات تتعلق ب3325 شخصاً في سن ال55 وما فوق في هولندا، تغطي فترة 11 عاماً (بين 1993 و2004) وتمت متابعتهم على مدى 10 سنوات. وفي مستهل الدراسة، أظهر كل المشاركين أعراض اكتئاب غير أن أياً منهم لم يكن يعاني الخرف، وفي نهايتها، كان 434 شخصاً مصابين بأمراض المتعددة بينهم 348 حالة من مرض أل «زهايمر». وتوزع المشاركون على خمس فئات مختلفة، وفق شكل الاكتئاب الذي يعانون منه، وفي مجموعة من 225 شخصاً تفاقم المرض لديهم على مر الزمن، وأصيب 55 منهم ب «الخرف» ما نسبته 22 في المئة، بالتالي فإن الخطر النسبي للإصابة بالمرض العصبي كان «أعلى بوضوح» بواقع 1.5 مرة أكثر، مقارنة مع الخطر المسجل لدى مجموعات أخرى شكّلت حوالى 10 في المئة، مع الأخذ في الاعتبار فروق السن والجنس وعوامل أخرى بين المجوعات. وتشير إحصاءات «منظمة الصحة العالمية» إلى أن ما بين 5 في المئة و8 في المئة من الأشخاص في سن ال60 عاماً، وما فوق يعانون «الخرف» في وقت معين من حياتهم.