طهران، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب - اتهم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد نظيره الأميركي باراك اوباما أمس، بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، داعياً إلى «تحرير» الولاياتالمتحدة من «القمع والديكتاتورية»، فيما أصدر زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي «شرعة الحركة الخضراء» التي تحدد أهداف الإصلاحيين. جاءت انتقادات نجاد تعليقاً على رسالة من اوباما الاسبوع الماضي في الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 حزيران (يونيو) 2009، دعا فيها المجتمع الدولي الى دعم الايرانيين الذين يناضلون من اجل «الحرية»، معتبراً ان انتخابات عام 2009 ستظل تلك التي «قمعت فيها الحكومة الإيرانية المعارضين بعنف وقتلت أبرياء». وقال نجاد: «توجّه (اوباما) برسالة عشية ذكرى الانتخابات. هذا يشكل تدخلاً في الشؤون الايرانية». واضاف متوجهاً الى الولاياتالمتحدة: «هذه الأمة (إيران) لا تعترف بكم مطلقاً وتكرهكم». واعتبر في خطاب أمام سكان بلدة شهركرد وسط البلاد، ان «الشعب الأميركي يعيش تحت وطأة أعتى الديكتاتوريات»، موضحاً ان الشعب الاميركي «ليس حراً في التعبير عن رأيه وفي التظاهر، وعدد كبير يعيشون في الفقر». وقال نجاد متوجهاً الى اوباما: «اذا كنت قلقاً على الامم، عليك ان تلتفت أولاً الى شعبك. بات من مطالب الشعب الايراني تحرير الامة الاميركية من الادارة القمعية وغير الديموقراطية». وأضاف: «هذا الرجل (اوباما) يجلس هناك (في الولاياتالمتحدة) حيث تُرتكب انتهاكات شتى لحقوق الانسان وتُنفّذ مشاريع غير انسانية تحت أعين إدارته، لكن لديه مطالب حول شعبنا». في غضون ذلك، تضمنت «شرعة الحركة الخضراء» التي أصدرها موسوي «تشجيع المجتمع المدني، وتوسيع التفاعل الاجتماعي، وتشجيع المعرفة وتدفق المعلومات، وإطلاق السجناء السياسيين، ورفع جميع القيود غير الشرعية المفروضة على نشاط منظمات وحركات اجتماعية، وملاحقة المسؤولين عن تزوير الانتخابات، ومرتكبي تعذيب المتظاهرين وقتلهم، إضافة إلى مقاضاة منظرّي العنف والمشجعين على ارتكابه». وأفاد موقع إلكتروني معارض، بأن موسوي يشدد في الشرعة على أهمية إيجاد قاعدة مشتركة لتوحيد مطالب الإصلاحيين، داعياً الى ضمان استقلالية القضاء وعدم تدخل قوى مسلحة في الشؤون السياسية والاقتصادية. ويؤكد موسوي على أولوية «المقاومة والنضال السلميين، في مواجهة الرصاص والهراوات»، معتبراً ان الدستور «ليس دائماً ومطلقاً ولكل دولة الحق في إصلاحه، في سياق تطورها الذاتي». وفي فيينا، رأت المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام ان المعارضة الإيرانية لم تضعف بل اتخذت «شكلاً مختلفاً». وقالت خلال ندوة ان «حوادث العنف زادت وأي شخص في الشارع يتعرض للاعتقال، ولهذا السبب اتخذت التظاهرات شكلاً آخر»، مضيفة: «لمجرد ان ثمة عدداً أقل من الناس في الشوارع لا يعني ان الحركة ضعفت، لكن الانتقاد اتخذ شكلاً مختلفاً». وأعطت مثلاً لأمهات محتجين اعتُقلوا، يلتقون وهنّ يرتدين ملابس سوداً ويعرضن صور أولادهن. وقالت ان أنصار المعارضة توجهوا الى الانترنت ووضعوا صوراً وشرائط فيديو، بوصفها وسيلة أخرى لعرض مواقفهم. واضافت: «كلما زادت أعمال العنف ضد الشعب، زاد غضبه وأصبحت الحكومة أضعف. الحكومة التي تشعر بالذعر من جثة، هي حكومة ضعيفة». في غضون ذلك، نفت «مجاهدين خلق» أبرز منظمة إيرانية معارضة في المنفى، إعلان وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي اعتقال عدد من أعضائها «دُرّبوا في العراق»، بتهمة التخطيط «لتفجير قنابل في ساحات عدة في طهران في الذكرى الأولى للانتخابات» في 12 من الشهر الجاري. واعتبرت «مجاهدين خلق» تصريحات مصلحي «ادعاءات كاذبة تماماً» تشكّل جزءاً من حملة تشويه، مشيرة الى أن الحكومة الايرانية «تمهّد الطريق لشن هجوم على معسكر أشرف» في العراق الذي يأوي آلافاً من أعضاء المنظمة.