أصيب مستوصف في غارة على منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب اليوم (الجمعة)، وفق الدفاع المدني، وهي الغارة الثانية التي تستهدف منشأة طبية في المدينة الواقعة شمال سورية، وتشهد تصعيداً في المعارك بين قوات النظام والمعارضة منذ أكثر من أسبوع. وقال الدفاع المدني إن أشخاصاً عدة أصيبوا في الغارة التي استهدفت حي المرجة، وقتل الأربعاء 30 مدنياً بينهم طبيبان، عندما أصابت غارة جوية مستشفى القدس الميداني الذي تشرف عليه منظمة «أطباء بلا حدود»، ومبنى سكنياً مجاوراً في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة. وكان «المجلس الشرعي» في محافظة حلب أعلن تعليق صلاة الجمعة للمرة الأولى في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلّحة، إثر القصف العنيف الذي استهدف هذه الأحياء في المدينة الواقعة في شمال سورية. وأعلن «المجلس الشرعي»، وهو الهيئة التي تشكلت في محافظة حلب والتي تؤكد أنها «مستقلة»، في بيان نشر أمس، أنه «نظراً الى الحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب... ونظراً الى خطر ذلك على المصلّين المجتمعين في مكان وزمان واحدين، فإن المجلس الشرعي يوصي، للمرة الأولى، القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها». وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 شباط (فبراير) الماضي، والذي تم التوصل إليه بناء على اتفاق أميركي - روسي مدعوم من مجلس الأمن. لكنها تشهد تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ أكثر من أسبوع، وتبادل قصف شبه يومي أوقع نحو 200 قتيل مدني، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام، الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، اليوم، إن تصاعد وتيرة العنف في سورية حيث تهاوى اتفاق هدنة هش وانهارت مفاوضات السلام، قد يؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب، وإن كل الأطراف أبدت «استخفافاً شنيعاً» بحياة المدنيين. وحضّ زيد في بيان، كل الأطراف على التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة، وأضاف: «كان وقف الأعمال القتالية ومفاوضات السلام أفضل سبيل، وإذا تم التخلي عنهما الآن فأخشى مجرد التفكير في مدى الرعب الذي سنشهده في سورية». وتابع: «يعود العنف إلى المستويات التي شهدناها قبل وقف الأعمال القتالية. هناك تقارير مزعجة للغاية عن حشود عسكرية، ما يشير إلى استعدادات لتصعيد فتاك». وتهدف مفاوضات السلام في جنيف إلى إنهاء الحرب التي فجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم، وسمحت بصعود تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وجذبت قوى إقليمية وعالمية للتدخل، لكن المفاوضات أخفقت وانهار وقف الأعمال القتالية الذي أتاح إجراءها. وزاد زيد: «ترد تقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور، عن زيادة عدد الضحايا المدنيين. وفي سياق هذا الوضع الجهنمي، فإن إخفاق مجلس الأمن المستمر في إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، يعد مثالاً على أكثر أشكال الواقعية السياسية خزياً». وأردف: «في عقول كثر، أصبحت القوى الكبرى العالمية بالفعل متواطئة في التضحية بمئات الآلاف من البشر وتشريد الملايين. لا يوجد حالياً ما يدفع أياً من مجرمي الحرب الكثر في سورية إلى الكف عن المشاركة في دوامة القتل والدمار التي تبتلع البلاد».