ضربت السعودية والكويت موجة حر أمس (الثلثاء) توقعت سلطات الأرصاد أن تستمر يومين. وعلى رغم أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية حصرتها بشمال شرق المملكة وأجزاء من المنطقة الشرقية، إلا أن سكان الرياض شعروا بارتفاع غير عادي في درجة الحرارة أمس ورصد بعضهم الحرارة عند معدل 50-51 درجة مئوية بحسب أجهزة القياس المزودة بها سياراتهم. وفيما لم تصدر الرئاسة تحذيرات، أكدت أن درجة الحرارة العظمى لم تتعد أمس 43 درجة مئوية، وأنها ستراوح بين 44 و45 درجة مئوية حتى الأحد المقبل. لكن الكويت أعلنت أمس أنها رصدت 53 درجة مئوية شمال العاصمة عند منتصف نهار الثلثاء. وجاء ذلك في أوج موجة حر تضرب البلد منذ اربعة ايام وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق متفرقة من العاصمة وضواحيها ونشوب حرائق. ووصلت «الحرارة» الى مجلس الأمة (البرلمان) حيث هدد نواب باستجواب وزير الكهرباء والماء الكويتي بدر الشريعان لعدم استعداد وزارته لهذه المشكلة التي تتكرر سنوياً. وبلغت مستويات الأحمال الكهربائية التي سجلتها وزارة الكهرباء والماء الكويتية مستويات قياسية اذ وصلت عند منتصف النهار إلى 10899 ميغاواط، بزيادة قدرها 300 ميغاواط عن أول من أمس، وهو ما لامس الطاقة القصوى للوزارة البالغة 11000 ميغاواط، وهو ما يعني ان قطع الكهرباء عن بعض المناطق سيصبح اضطرارياً بعد ذلك. ودفعت الحرارة اللاهبة وزارة التربية الكويتية الى اقفال المدارس قبل نهاية الدوام وصرف التلاميذ، وهو ما شكل معضلة لبعض المدارس اذ جاءت الأزمة الحرارية في موسم الاختبارات. أما الوزير الكويتي الشريعان فبدأ بوزارته اولاً، اذ صرف الموظفين غير الضروريين عند الحادية عشرة ظهراً وأغلق اجهزة التكييف وتوجه نحو مبنى «برج التحكم» حيث تدير الوزارة توزيع التيار الكهربائي على الدولة لدرس الوضع والاطلاع على المستجدات بهذا الشأن. كما وزعت الوزارة رسائل قصيرة بالهواتف الخلوية للمواطنين ونشرت في التلفزيون نداءات الى المواطنين والمقيمين لتخفيف استخدامهم الكهرباء، وخصوصاً اجهزة التكييف التي تستهلك 80 في المئة من الطاقة الكهربائية ولكن لا غنى عنها في مثل صيف الكويت. كما امرت بإقفال التكييف في المؤسسات الحكومية والمرافق العامة والمساجد عندما لا تكون في طور الاستخدام. وتسببت موجة الحرارة في حرائق متعددة خلال الايام الماضية في الكويت، فاحترقت 4 محولات كهرباء على الاقل ومخازن تجارية، كما نشب حريق اول من امس في مجمع «الصوابر» السكني وسط العاصمة، وهو ما دفع الى اجلاء سكانه، وتم احتواء الحريق بعد اصابة 18 من الاطفائيين والسكان. ولام نواب في مجلس الامة الحكومة عموماً ووزير الكهرباء خصوصاً لعدم الاستعداد لهذه الازمة، ولا سيما أن العجز الكهربائي واضح منذ سنوات وتسبب في انقطاعات للتيار. وطلبت كتلة «الاصلاح والتنمية» التي تضم 4 نواب بعقد جلسة برلمانية خاصة لمناقشة المشكلة. وقال النائب جمعان الحربش ان «الوزير الشريعان وأركان وزارته يتحملون مسؤولية هذا الاخفاق»، في حين سأل نائب آخر: «كيف تساعد الكويت وتقرض دولاً عربية وفي افريقيا وآسيا لإنشاء محطات توليد كهرباء ولا تكون قادرة على توفير الكهرباء لمواطنيها؟!». معروف أن درجة الحرارة تسجل علمياً من ميزان حراري يوضع في صندوق خشبي يرتفع عن الارض متراً ونصف المتر، وهو ما يعني ان درجة الحرارة تحت الشمس او قرب الارض في الكويت تكون اعلى بكثير وقد تزيد عن 60 درجة، وليس نادراً ان تشهد الكويت موجات حر تزيد فيها الحرارة على الخمسين درجة، ولكن هذه عادة تأتي في النصف الثاني من تموز (يوليو). وتوقع الفلكي الكويتي محمد العجيري قبل اسبوعين ان يكون صيف هذه السنة «حاراً جداً ومغبراً». وفي اجراء يرمي الى تخفيف الضغط على الشبكة، أمر وزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الصباح أمس معسكرات الجيش والقواعد والمرافق العسكرية في البلاد كافة بفصل نفسها عن شبكة الطاقة الكهربائية للدولة واستخدام المولدات الاحتياطية لديها الى حين انتهاء مشكلة العوز الكهربائي، واستثنى المستشفى العسكري من هذا القرار.