اتهم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي واشنطن ب «خداع» بلاده في تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، وبترهيب دول ومصارف عالمية لمنعها من التعامل مع طهران. ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني قرار المحكمة العليا الأميركية بحجز أرصدة مجمّدة تملكها بلاده في الولاياتالمتحدة، بأنه «فضيحة قانونية كبرى»، مهدداً إياها ب «عواقب». والحكومة الإيرانية محرجة أمام متشددين، بسبب عراقيل تقوّض رفع العقوبات المفروضة على طهران. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك الأسبوع الماضي، إن الولاياتالمتحدة لن تمنع تعامل مصارف أو شركات أجنبية، مع مؤسسات إيرانية لم تعد تخضع لعقوبات أميركية. وأشار إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة لتوضيح التعاملات المسموح بها مع طهران، علماً أن المصارف الأوروبية والآسيوية ما زالت عاجزة عن التعامل مع إيران، خشية تبعات قوانين أميركية تفرض عقوبات على طهران، لاتهامها بدعم «الإرهاب» وانتهاك حقوق الإنسان، وبسبب برنامجها الصاروخي. وقال خامنئي إن «أميركا تعرقل وتخادع وتفتعل بلبلة، ثم تعاتب لأننا نشعر بريبة تجاهها». وأضاف في إشارة إلى الأميركيين: «يكتبون على الورق لتتعامل المصارف مع إيران، لكنهم وراء الكواليس يثيرون رهاباً منها، إذ يقولون إنها دولة راعية للإرهاب، لئلا تتعامل (المصارف) معنا اقتصادياً». وسأل: «أي رسائل تحملها هذه المسائل، بالنسبة إلى المصارف الأجنبية»؟ وأجاب: «رسالة ألا تتعامل مع إيران». وزاد: «قلت مراراً إن الوثوق بالأميركيين ليس ممكناً، والسبب يتضّح الآن. أميركا عدوة لنا، وعداؤها لن ينتهي». وأكد خامنئي خلال لقائه آلافاً من العمال، أن «بعض إنجازات البلاد سرية ولا يمكن الكشف عنها، وإذا أمكن الاطلاع عليها لاندهش الجميع من المواهب الكبرى للشباب الإيراني». في الوقت ذاته، علّق روحاني على تثبيت المحكمة العليا الأميركية قراراً بتسليم أصول إيرانية مجمّدة قيمتها 2.6 بليون دولار، الى عائلات أميركيين قُتلوا في تفجيرات إرهابية، اتُهِمت طهران بالتخطيط لها. ووصف القرار بأنه «قرصنة في وضح النهار وفضيحة قانونية كبرى لأميركا وسرقة مكشوفة، تعني استمرار عدائها للشعب الإيراني». كما رأى فيه «تصرفاً غير مشروع ومخالفاً للقوانين الدولية والإنسانية، ولحصانة المصارف المركزية». وهدد واشنطن بأنها ستواجه «عواقب»، وزاد: «لا يمكن لأي سارق أن يفخر بسرقته، ويتصوّر الأموال المنهوبة ملكاً له». إلى ذلك، أعلن حميد بعيدي نجاد، مدير عام وزارة الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، أن «لا حدود تقنية بعد الآن أمام برنامجنا الصاروخي». وأضاف: «قدرتنا العلمية أتاحت لنا فرصة إنتاج صواريخ عابرة للقارات». واستدرك أن طهران لا تنتهج هذه السياسة، لأن عقيدتها العسكرية «دفاعية، لا هجومية». في نيويورك (رويترز)، أعلن رجل الأعمال التركي رضا ضرّاب، المولود في إيران، أمام محكمة جزائية أنه ليس مذنباً في اتهامات بالتآمر، مع آخرين، بمساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات الأميركية.