ناقش الرئيس الإيراني حسن روحاني، في إسلام آباد أمس، العلاقات «الاستراتيجية» خلال محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، على أن يلتقيه اليوم مجدداً، ويجتمع مع الرئيس الباكستاني ممنون حسين. وأعلنت السفارة الإيرانية في إسلام آباد، أن روحاني سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً في أحد فنادق العاصمة، من دون مشاركة شريف، ما يوحي برغبة الإيرانيين في مخاطبة وسائل الإعلام الباكستانية في شكل منفصل وموسّع، خصوصاً أن طهران تحظى بتأييد إعلامي في الساحة الباكستانية. ويسعى الرئيس الإيراني، بعد رفع العقوبات الدولية التي فُرضت على بلاده بسبب برنامجها النووي، إلى إبرام اتفاقات اقتصادية مع إسلام آباد، أهمها خط أنابيب للغاز الإيراني إلى باكستان، يُتوقّع وصوله إلى الهند. وكان الاتفاق على مد خط الأنابيب وُقِّع عام 2009 بين الرئيسين الباكستاني آصف علي زرداري، والإيراني محمود أحمدي نجاد، لتزويد إسلام آباد 750 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي من الأراضي الإيرانية، حيث يمر الخط من جنوب غربي إيران إلى الحدود الباكستانية. واستكملت إيران بناء جزء كبير من الخط داخل أراضيها، قبل رفع العقوبات عنها، وتبلغ مسافته داخل أراضيها 1150 كيلومتراً، في مقابل 781 كيلومتراً داخل الأراضي الباكستانية. وفشلت باكستان في الالتزام بإنهاء العمل في الخط داخل أراضيها، وكان مقرراً نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2014، وبرّرت الأمر بالعقوبات المفروضة على طهران وتهديد واشنطن أي شركة مستعدة لبناء الخط في الأراضي الباكستانية، علماً أن إيران استثمرت بليونَي دولار في المشروع. وإذ يسعى الجانبان إلى إيجاد تمويل دولي للمشروع، أعلنت شركة روسية للغاز استعدادها قبل أشهر لبناء الخط داخل الأراضي الباكستانية، فيما أبدت بكين رغبتها في تمويل المشروع والاستفادة منه عبر الخط التجاري الباكستاني - الصيني الذي بدأ العمل على إنشائه العام الماضي، وتستثمر فيه بكين 46 بليون دولار. وأعلن المصرف المركزي الباكستاني إمكان التفاهم مع إيران والدفع لها باليورو بدل الدولار، لتفادي أي ضغوط أميركية، نظراً الى وجود قضايا وعقوبات ما زالت مفروضة على طهران، وخشية الجانبين من تجميد أي مبالغ مالية تدفعها باكستانلإيران بالدولار. وكان روحاني وصف العلاقات بين طهران وإسلام آباد بأنها «استراتيجية»، مشدداً على أن «تعاونهما في مكافحة الإرهاب يصبّ في مصلحة البلدين والمنطقة والعالم». ولفت لدى مغادرته طهران، إلى «قواسم مشتركة دينية وتاريخية وثقافية» بين الجانبين، مضيفاً أن إيران «مستعدة لتطوير علاقاتها مع باكستان سياسياً واقتصادياً وثقافياً». وأشار إلى أن إيران «تستطيع تأمين الطاقة لباكستان، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء»، داعياً إلى تحوّل البلدين «حلقة وصل بين الشرق والغرب». وتسعى إيران أيضاً من خلال زيارة روحاني، الى ضمّها إلى لجنة رباعية تشكّلها الصين والولايات المتحدةوباكستان والحكومة الأفغانية، من أجل التمهيد لحوار مباشر بين حركة «طالبان» وكابول. روحاني الذي يزور النمسا الأربعاء المقبل، تطرّق إلى «أهمية إرساء الأمن في المناطق الحدودية بين إيرانوباكستان»، مشدداً على وجوب «تطبيق اتفاق أمني بين البلدين في هذا الصدد، في أسرع وقت». في غضون ذلك، اتهم رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، روحاني من دون أن يسمّيه، ب «إهمال الاقتصاد المقاوم» الذي يطالب المرشد علي خامنئي بتطبيقه في إيران، «على أمل الخروج بنتيجة من الاتفاق النووي» المُبرم مع الدول الست. وأشار في خطبة صلاة الجمعة، إلى أن خامنئي «ينتظر المبادرة والعمل، لكي تخرج مسألة الاقتصاد المقاوم من مرحلة الشعار إلى العمل». ونبّه إلى أن «بعضهم يحاول الإيحاء بأن الاتفاق النووي حوّل البلاد جنّة»، وزاد: «يجب ألا نعلّق آمالاً على العدو الذي يبقى عدواً ويحقد علينا، وعلى أميركا أن تعلم أن الشعب الإيراني لن يخضع للهيمنة». إلى ذلك، أعلن حسين سبحاني، نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن لجنة في المجلس خصّصت 5 آلاف بليون تومان (نحو 1.5 بليون دولار) من الأموال الإيرانية المجمّدة في الخارج، ل «تطوير القدرات الدفاعية والعسكرية والصاروخية للبلاد».