يلتقي رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال غداً، نظيره الروسي دميتري ميدفيديف، في العاصمة الروسية موسكو، لبحث مشاريع مشتركة في قطاع الطاقة، في سياق «تسريعٍ» جزائري لوتيرة عمل ديبلوماسيتها منذ اجتماع الرئاسة بأعضاء في الخارجية بعد تنامي الأزمة الديبلوماسية مع فرنسا. وأعلن المكتب الصحافي لمجلس الوزراء الروسي أمس، عن اللقاء في بيان جاء فيه أنه «خلال لقاء رئيس الوزراء الروسي مع نظيره الجزائري، سيتم النظر في سلسلة قضايا التعاون الروسي - الجزائري، في المجالات التجارية- الاقتصادية والعلمية- التقنية والثقافية- الإنسانية». ويُفترَض بحث الآفاق الحالية للمشاريع المشتركة في مجال الطاقة والصناعة والبنية التحتية للمواصلات والتقنيات المتقدمة والزراعة ومجالات أخرى. وتأتي زيارة سلال الرسمية إلى روسيا، تلبيةً لدعوة من ميدفيديف، وبعد زيارتين «نادرتين» لنائب وزير الخارجية الجزائري، الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل إلى ليبيا وسورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار الجزائر في أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي، وناقش مع القيادة الجزائرية العلاقات الثنائية بين موسكووالجزائر، وآفاق توسيع التعاون في مجالات الطاقة ومرافق البنية التحتية، والتكنولوجيات المتقدمة. من جهة أخرى، تأثرت الجزائر كثيراً بالأزمة الديبلوماسية بينها وبين فرنسا، واشتد الخلاف كثيراً بعد استمرار وسائل إعلام فرنسية في ما اعتبرته الجزائر، «إهانة» للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وتداول ملفه الصحي في شكل ساخر منذ أسبوعين. وبرز الخلاف بعد سفر بوتفليقة أول من أمس، إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية «دورية»، واعتبر مراقبون أن الرحلة ليست «طبية» خالصة، بل تتضمن رسائل عدة إلى فرنسا وسياساتها في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق باستثماراتها في المغرب، مفادها أن الجزائر مستعدة لتغيير الوجهة في أي وقت. وبدأ التوتر بين فرنساوالجزائر، بعد نشر رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس صورةً خلال لقائه بوتفليقة ظهر فيها الأخير بوضع صحي حرج جداً، في وقت يحرص فيه الإعلام الرسمي على إظهاره بصحة جيدة. وقال رئيس حزب «تجمع الجزائر» عمار غول أمس، أن «توجه بوتفليقة للعلاج في سويسرا بدلاً من فرنسا يشكّل رسالة إلى الفرنسيين بخاصة بعد الهجمة التي شنتها وسائل الاعلام الفرنسية على الجزائر أخيراً».