ركز الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارة «تاريخية» لغزة أمس، على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي وعدم التعامل معه، وضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية، معتبراً أنها «مسألة أساسية، وإرادة وليست مجرد توقيع»، فيما قال رئيس الحكومة المُقالة القيادي في حركة «حماس» إسماعيل هنية إنه تبادل مع موسى «أفكاراً عملية» لإنهاء الانقسام. واعتبر موسى خلال مؤتمر صحافي عقده فور اجتيازه معبر رفح صباح أمس، أن «الحصار يجب أن يكسر وأن يرفع، وقرار الجامعة العربية واضح تماماً في كسر الحصار وفي المطالبة برفعه وعدم التعامل معه». ورأى أن إرادة المصالحة «لا بد من أن تترجم بالاتفاق على مختلف الأمور التفصيلية»، مشيراً إلى أن «التاريخ لن يقف عند كلمة هنا أو أخرى هناك، بل عند الإرادة... في مواجهة قضية خطيرة معقدة تتصل بمستقبل الشعب ومصيره». وقال إن «العالم كله الآن يقف مع شعب فلسطين ضد حصار غزة وضد ما يحدث في الأراضي المحتلة وعلى رأسها القدسالشرقية... وأقف هنا لأحيي الشعب الفلسطيني، ولأراه واقفاً وقفة واحدة رافضاً أن يكون لعبة بيد أي طرف من الأطراف». وشدد على أنه جاء ليلتقى «كل التيارات الفلسطينية ولأشاهد كل ما يجري على أرض غزة الصامدة». وزار موسى بعد وصوله حي الزيتون جنوب مدينة غزة، حيث التقى عدداً من أفراد عائلتي السموني والداية اللتين فقدتا عشرات من أبنائهما أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وقال: «جئنا لنتضامن ولنستمع ولنشاهد ثم لنشارك في الإعمار وهو قادم قادم لأننا سنكسر الحصار الذي لا يجب أن يُحترم ولا يجب التعاون والتسامح معه ونحن نرى هذه الظروف الصعبة التي يعيش فيها أهلنا في غزة». وأكد أن «الدول العربية جاهزة، ووضعت وخصصت أموالاً موجودة في البنوك لعملية الإعمار التي تتطلب رفع الحصار الذي أصبح مسألة يهتم بها العالم كله، ولا يمكن استمرار الوضع في غزة على ما هو عليه... أتحدث إليكم لا واعداً، لكن ملتزماً بأن عملية الإعمار وتخصيص الأموال لها بطول قطاع غزة وعرضه جاهزة». وخرج مئات الغزيين في استقبال موسى الذي جال في عزبة عبدربه التي دمرتها الحرب ومدرسة الفاخورة في مخيم جباليا للاجئين التي شهدت قصفاً عنيفاً ابان الحرب، قبل أن يتوجه للقاء هنية في منزل الأخير في مخيم الشاطئ للاجئين. وانفض الاجتماع من دون أن يعقدا مؤتمراً صحافياً، لكنهما ألقيا تحت إلحاح الصحافيين كلمتين مقتضبتين. وأشار هنية إلى أنه تبادل مع موسى «أفكاراً عملية» في ملف المصالحة، من دون الافصاح عن طبيعتها، واصفاً الزيارة بأنها «تاريخية وخطوة عملية على طريق كسر الحصار». وجدد طلبه تطبيق قرار الجامعة العمل على كسر الحصار، لافتاً إلى أنه سمع «كلاماً إيجابياً» من موسى. وعقب اللقاء اصطحب هنية موسى والوفد المرافق له في جولة قصيرة في أزقة مخيم الشاطئ، قبل أن يزور الأمين العام مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف ل «الحياة» إنه «يجب استغلال الزيارة في ملف المصالحة، خصوصاً إننا بصدد لقاء جميع الفصائل الفلسطينية والاستماع إلى الجميع». ورأى أن «هذا الانقسام أدى إلى خسائر ضخمة تسببت في تآكل التأييد العالمي للقضية الفلسطينية»، داعياً إلى «الكف عن أخذ صغائر الأمور والاهتمام بمصلحة الشعب الفلسطيني وما يعود بالفائدة على مصير قضيته». وفي أعقاب لقاء هنية، عقد موسى اجتماعاً مع ممثلي القوى والفصائل، وممثلين عن مؤسسات وهيئات المجتمع المدني. وقال المستشار السياسي لهنية الدكتور يوسف رزقة إن الأمين العام ركز على «حض الفصائل على الاستجابة للورقة المصرية للمصالحة، وإيجاد مخارج لحال الجمود التي نحياها».