أعلنت السلطات الليبية اعتزامها تسليم تونس 100 إرهابي من حَمَلة الجنسية التونسية اعتقلتهم على أراضيها، فيما شددت السلطات التونسية إجراءاتها الأمنية استعداداً لموسم الحج اليهودي في الغريبة في جزيرة جربة جنوب شرقي البلاد. وذكرت تقارير إعلامية تونسية أن ليبيا سترحّل 100 تونسي قُبض عليهم في ليبيا من بينهم «قيادات خطيرة تورطت في تفجيرات وقتل مئات المدنيين»، وسيودعون في السجون التونسية بعد إعادة محاكمتهم أمام القضاء التونسي استناداً إلى أدلة وصور ومقاطع فيديو تثبت قيامهم بأعمال عنف. وقال الناطق باسم إدارة السجون والإصلاح التونسية قيس السلطاني إن «القيادات الإرهابية سيتم عزلها عن بقية العناصر الإرهابية والمساجين المتهمين في قضايا حق عام»، مشدداً على أن عملية التسليم ستتم بسرية تامة حيث ستصل هذه العناصر على متن طائرة خاصة بالتنسيق بين وزارتي العدل في تونس وليبيا. وتقول السلطات التونسية إن مئات التونسيين انضموا إلى تنظيمات مسلحة في ليبيا أبرزها تنظيم «داعش»، وكان زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي المحظور سيف الله بن حسين (أبو عياض) فرّ إلى ليبيا بعد اتهامه بالضلوع في أحداث السفارة الأميركية في تونس في العام 2012. ونفذت عناصر مسلحة تونسية تلقت تدريبات في معسكرات ليبية العام الماضي، هجومين مسلحين استهدفا متحف باردو في العاصمة التونسية في آذار (مارس) ومنتجعاً سياحياً في محافظة سوسة في تموز (يوليو) سقط ضحيتهما أكثر من 60 سائحاً أجنبياً، إضافة إلى عنصر أمن تونسي في أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التونسية، في بيان أصدرته مساء أول من أمس، اكتشاف معسكر لمجموعة مسلحة في طور الإنجاز في جبل ورغة في محافظة الكاف شمال غربي البلاد. وذكر البيان أنه «عُثر على أغطية صوفية وحشايا وملابس، وأواني أكل، وآلات لقطع الخشب والحديد، وهواتف جوالة وشرائح وشواحن وحاشدات، و 3 لوحات طاقة شمسية، وكمية من الأدوية والمواد الغذائية»، فيما تواصل الوحدات العسكرية عمليات التمشيط في المرتفعات الغربية تعقباً للعناصر المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. إلى ذلك، قرّرت المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية الإفراج عن القيادي الأمني البارز عبدالكريم العبيدي أحد أبرز المتهمين باغتيال القياديَين المعارضَين محمد البراهمي وشكري بلعيد، ما أثار انتقادات واسعة في صفوف عائلتي المغدورَين وهيئة الدفاع عنهما. وجاء هذا القرار الذي اعتبره المتابعون مفاجئاً إثر ختم الأبحاث في قضيتي الاغتيال السياسي اللذين أحدثا أزمة سياسية حادة كادت تدخل البلاد في حرب أهلية. وأكدت المحكمة أن عبدالكريم العبيدي سيبقى تحت ذمة التحقيق مع منعه من السفر خارج البلاد. ويعتبر الرئيس السابق لفرقة حماية الطائرات في مطار تونسقرطاج الدولي عبدالكريم العبيدي من القيادات الأمنية المحسوبة على حركة «النهضة» الإسلامية، والذي تتهمه أطراف يسارية وحقوقية بالتورط في اغتيال القيادي اليساري البارز شكري بلعيد والنائب القومي محمد البراهمي في العام 2013.