استقبلت كاتيا أبو مراد (24 سنة) خبر التوصل الى حل بين قناة «الجزيرة الرياضية» والمقاهي اللبنانية، بترحاب. ضربت يدها بيد صديقها فرحاً بأنها ستتابع مباريات كأس العالم في المقهى حيث «الأجواء ستكون حماسية، وسنصرخ من دون تردد Go Go Italy». القرار الذي نجحت مساعي وزير الاعلام طارق متري في التوصل اليه، منعاً لأن يحرم المشجعون اللبنانيون من متابعة مباريات كأس العالم، لم يسعد كاتيا فحسب، بل غيّر المزاج العام للبنانيين الذين كانوا ينتظرون تسوية للقضية، خصوصاً أن تكاليف الاشتراك الخاص في المحطة يعجز كثيرون عن دفعه. وانعكس القرار ارتياحاً على المشجعين اللبنانيين الذين يخططون، على شكل مجموعات، لمتابعة مباريات كأس العالم في مقاه مخصصة في بيروت والضواحي. غير أن الاتفاق مع «الجزيرة الرياضية» بأن تدفع المقاهي المصنفة نجمة ونجمتين مبلغ ألف دولار للمحطة، وأكثر من هذا المبلغ للمقاهي المصنفة ثلاث نجوم وما فوق، سيزيد حكماً من تكلفة الفواتير المتوجبة على المشاهدين. «مهما ارتفعت الفاتورة، سنتقاسمها، ونستمتع بالمباريات... لا شيء يعادل لحظات الحماسة والتنافس بين مشجعي الفرق»، يقول رئيف (19 سنة، طالب ادارة الأعمال في الجامعة اللبنانية)، مشيراً الى أن «التقديرات لهذا العام مختلفة عن السابق، اذ قد يشهد المونديال مفاجآت تتمثل بفوز فريق الأرجنتين الذي يلعب ليونيل ميسي معه، أو صعوداً لفريق اسبانيا». واذا كان رئيف وزملاؤه لا يعيرون أهمية لتكاليف مشاهدة المونديال في مقهى عام «حتى لو كان موعد المباريات مبكراً في الصباح أو متأخراً بعد منتصف الليل، بسبب فارق التوقيت»، فإن آخرين سيعتكفون عن مشاهدة جميع المباريات التي يلعبها فريقهم. «مبلغ ال 12 ألف ليرة (ثماني دولارات) التي سندفعها كحد أدنى مقابل متابعة مباراة، سيعادل ما أتقتاضاه من مصروف لمدة يومين»، تقول جيسي (17 سنة، طالبة في ثانوية الجديدة الرسمية للإناث)، لافتة الى أنها ستختار متابعة مباريات فريق ايطاليا انطلاقاً من النصف نهائي «كي لا اقع في عجز مالي». وستكتفي جيسي بمتابعة مقتطفات من المباريات عبر نشرات الأخبار. في المقابل، قال أندريه أنه سيتابع بعض المباريات عبر اثير الراديو، ويشاهد الأهداف في نشرات الأخبار الرياضية توفيراً لمصروفه. لهذا السبب، أخذت بعض مقاهي بيروت بعين الاعتبار التكلفة المالية على المشجعين، فقرر أصحابها عدم فرض تكاليف اضافية على فاتورة الزبائن في أوقات المونديال. المقاهي والفنادق، كما السيارات والشوارع، تعددت فيها أعلام الدول المشاركة في المونديال. «هل انتقلت كيب تاون الى بيروت»؟ يتساءل أحد المارين في منطقة مار الياس لدى رؤيته شباناً يعلقون علماً برازيلياً ضخماً فوق الشارع العام. تظاهرة الأعلام حولت المدينة الى كرنفال رياضي، وأعطت مشجعي الفرق فرصة للاعتراض على رفع علم بلد لا يشجعه مناصرو فريق آخر، والمزايدة بحجم الأعلام، والتهويل بفوز فريق بما لا يختلف كثيراً عن تعاطيهم مع الانتخابات والمناصرة الحزبية والسياسية. استفزازات المشجعين لبعضهم بعضاً، لا تتوقف عند رفع الأعلام على الأسطح والشرفات، ورسمها على زجاج السيارات. فالمباريات، تنذر بحرب وديّة تخاض بالنكات. كتلك التي تقول: يسأل شاب صديقه: «لماذا ستفتتح ألمانيا مركزاً للمسنين؟» ويجيب بضحكة طويلة: «كي تودع فيه منتخبها العجوز»!. انتماء الشبان اللبنانيين لفرق عالمية، يضاف اليه انتماء للاعبين أنفسهم. فقد تتراءى صور ضخمة للاعبين، ومجسمات خشبية لهم معلقة على جدران البنايات الشاهقة. فالمشجعون الشبان يولون اهتماماً لمستوى اللاعب، أو حجم نجوميته في الأندية الأوروبية، أما معيار الفتيات لتشجيع لاعب، فغالباً ما يتركز على الوسامة والجاذبية. لذا يحظى المنتخب الايطالي بأعلى نسبة تشجيع بين الجنس اللطيف، «لأن لاعبيه يتمتعون بمستوى عال من الوسامة... بالاضافة الى أنهم محترفون في تمرير الكرة بانسجام في ما بينهم» حسبما تجزم كاتيا.