توالت اليوم (الجمعة) رسائل الإشادة بالمغني الأميركي برينس، أحد أهم موسيقيي البوب في جيله والذي توفي أمس (الخميس) عن 57 عاما، في الوقت الذي تعمل فيه السلطات على كشف ملابسات الوفاة المفاجئة. وعبر كثير من الشخصيات عن الحزن لفقدانه، من الرئيس الاميركي باراك اوباما الى مادونا وميك جاغر، حتى ان وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" كتبت تغريدة في "تويتر" نعت فيها الفنان الراحل الذي كان يعرف ب"فتى مينيابوليس". وفي مسقط رأسه، تجمع الاف المعجبين للرقص في النادي الذي سجل فيه النسخة المصورة في "بوربل راين" في العام 1984. وجاءت وفاة برينس بعد اسبوع على نقله الى المستشفى في حال من الطوارئ. وفتحت السلطات الاميركية تحقيقا لمعرفة ملابسات وفاة الفنان الذي عثر عليه غائبا عن الوعي في مصعد. وكانت اجهزة الاسعاف تلقت اتصالات للابلاغ بالحادث وتكفلت هي باعلام الشرطة بالامر. وقال المتصل: "نحن في مينيابوليس، في مينيسوتا، ونحن في منزل برينس، هناك شخص غائب عن الوعي". ثم قال: "مات"، قبل ان يبلغهم ان هذا الشخص هو برينس. وبحسب موقع "تي ام زي" المتخصص بأخبار المشاهير والذي سبق ان اعلن ان طائرة المغني هبطت اضطراريا الجمعة في ايلينوي بعد حفل له في اتلانتا، عولج برينس من جرعة زائدة من الافيون قبل ستة ايام من وفاته. واضاف الموقع ان المغني غادر المستشفى بعد ذلك، على رغم توصيات الاطباء بالبقاء فيها، وعلى رغم انه لم يكن يشعر بالتعافي. في السنوات القليلة الماضية، واصل الفنان المتمرد تحدي قطاع الانتاج التجاري للموسيقى، وصولا الى الاعلان عن حفلاته قبل ساعات قليلة منعا لبيع التذاكر في السوق السوداء. وحيا الرئيس الاميركي باراك اوباما روح المغني، معتبرا أنه من اكثر فناني جيله موهبة. وقال اوباما في بيان: "اليوم خسر العالم شخصية مبدعة. قلة من الفنانين اثروا بهذه الطريقة بالموسيقى الشعبية او تركوا اثرا في الناس من خلال موهبتهم". واعتبرت نجمة البوب الاميركية مادونا ان برينس كان "صاحب رؤية فعلية غيرت العالم"، ونشرت عبر "إنستغرام" صورة لها معه. وقال قائد فرقة "رولينغ ستونز" البريطاني ميك جاغر: "انا مصدوم فعلا بوفاة برينس هذا الفنان الثوري والموسيقي الكبير ومؤلف الكلمات الرائع وعازف الغيتار الموهوب". وقالت المغنية الكندية سيلين ديون انها "حزينة جد بهذا الخبر المؤسف...انه فعلا اسطورة وكان احد ابطالي". وبعد ساعات قليلة على شيوع نبأ الوفاة، ضج موقع "تويتر" بأكثر من ثمانية ملايين تغريدة، وهو رقم كبير جدا بحسب منصة "فيزيبريان" المعنية بتحليل نشاط الموقع. ومن الذين غردوا على الموقع بول ماكارتني العضو السابق في فرقة بيتلز، وقال "انا فخور لاني امضيت معه ليلة رأس السنة الماضية". ويعد برينس من ابرز فناني زمانه، وهو حائز سبع جوائز غرامي وجائزة "اوسكار" عن اغنية "بوربل راين". وكان غزير الانتاج واعتمد في الفترة الاخيرة تقنية البث التدفقي، معتبرا ان الانترنت يوفر له حرية فنية اكبر، لكنه عاد وطلب سحب اغانيه عن موقع "يوتيوب" تجنبا لضياع حقوقه، واعلن ان "الانترنت انتهت لدى من يريدون ان يتقاضوا الاتعاب عن اعمالهم". وبعد خلافه مع شركة "وارنر" التي اطلقته، اضطر الى تغيير اسمه الفني، واطلق على نفسه اسم "الفنان الذي كان يعرف سابقا باسم برينس"، وطبع كلمة "عبد" على وجنته احتجاجا على شروطها التعاقدية. وكان برينس عازف غيتار ومغنيا وراقصا موهوبا جدا وقد نظم في الفترة الاخيرة حفلات في استوديوهات بايزلي بارك في مينيسوتا وفي استراليا عزف خلالها على البيانو منفردا، قائلا انه يريد مواجهة تحد فني جديد.