الأميركية التي عُقدت في الرياض أمس، إيران لزعزعتها أمن المنطقة واستقرارها، ودعمها لجماعات إرهابية، ومنها «حزب الله» في لبنان، واتفق القادة المشاركون في القمة على زيادة تبادل المعلومات في شأن الأخطار الإيرانية في المنطقة، ورهنوا عودة العلاقات مع إيران بوقف ممارساتها وتدخلاتها. (راجع ص 2) وترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة الخليجية - الأميركية التي استضافها قصر الدرعية في الرياض أمس، بمشاركة الرئيس باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون، وتناولت ملفات المنطقة في اليمن وسورية والعراق وليبيا ومكافحة الإرهاب، وغيرها من القضايا. ووصف الملك سلمان في كلمة خاطب بها المجتمعين أنها «بناءة ومثمرة، وستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة»، مؤكداً «حرص دول المجلس والتزامها تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم». وسعى الرئيس الأميركي إلى تهدئة مخاوف دول الخليج المتعلقة بإيران، وأكد خلال مؤتمر صحافي أن بلاده «ستردع وتواجه أي عدوان على دول الخليج التي تشعر بالقلق إزاء تهديدات من إيران»، مضيفاً: «حتى مع توقيع الاتفاق النووي نحن نقر بشكل جماعي أننا ما زالت لدينا مخاوف خطرة في شأن تصرفات إيران»، نافياً أن تكون واشنطن تعاملت بسذاجة مع التهديدات التي تمثلها طهران للمنطقة والعديد من الدول، معتبراً أن «التوصل إلى اتفاق مع إيران لا يعني تجاهل أعمالها الاستفزازية في المنطقة». وأضاف: «ما زالت لدينا بعض الشكوك المتحفظة تجاه التصرفات الإيرانية، بخاصة في ما يتعلق بقذائفها العابرة للقارات، وبحسب ما توصلنا إليه في قمة كامب ديفيد من العام الماضي وحتى الآن فليست هناك أي دولة لها مصلحة في الدخول في نزاع أو صراع مع إيران». وقلل أوباما من الخلافات بين واشنطن ودول مجلس التعاون وتأثيرها في علاقات الجانبين، وقال: «ما ينطبق على أميركا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحدث في أية لحظة». وشدد على عمق الصداقة بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي، وأن التعاون مع الخليج مهم وراسخ وسيتواصل في مواجهة التحديات، مثل الإرهاب والطائفية، مبيناً أن بلاده ستُجري مع دول مجلس التعاون الخليجي حواراً اقتصادياً جديداً، لتوفير فرص عمل للشباب وللمواطنين. وتابع: «إذا رجعنا للعام الماضي، فأحرزنا كثيراً من التقدم، وبسبب الأعمال التي قمنا بها أصبحت دولنا أكثر أماناً ورخاء». وقال أوباما إن على دول منطقة الخليج أن تكون قادرة على العمل معاً على رغم خلافاتها سواء في ذلك التعامل مع إيران أو الحفاظ على حكومة مستقرة وموحدة في بلد مثل العراق. واضاف أن «رخاء المنطقة مرهون بمعاملة الدول لجميع مواطنيها بشكل عادل وتلك النزعة الطائفية عدو للسلام والرخاء». وأنه «إذا لم يعتبر الناس أنفسهم مواطنين في بلد ما... وإنما كمنتمين لمذهب إسلامي معين، فهذه وصفة لتفكك الدول». وشدد على أن لا مصلحة لاي دولة في خوض نزاع مع ايران وقال «حتى مع الاتفاق النووي ندرك بشكل جماعي انه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الايراني». وفي شأن تنظيم «داعش»، أكد الرئيس الأميركي أن جميع الزعماء ملتزمون محاربة التنظيم وتهدئة الصراعات الإقليمية، وقال: «سنبقى متحدين في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وسنسخّر قواتنا الجوية والخاصة خلال التحالف الذي أنشأناه». وأشار الى ان بلاده ستعمل مع دول الخليج للتأقلم مع اسعار النفط المنخفضة. وقال «ان الطرفين سيجريان حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع اسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الاصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي». ووفقاً للبيان الختامي، اتفق القادة على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في آذار (مارس) 2017. وسئل أوباما عن الأزمة السورية، فكشف أنه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الضغط على الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن أميركا تدعو إلى التوصل إلى حل سياسي لأزمة سورية، معتبراً أن «إغفال أية تسوية سياسية سيُبقي الصراع السوري مفتوحاً»، مؤكداً أن «بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من أية حكومة سورية قادمة، لأنه مثار خلاف». وحول العراق، أكد سعي الجميع إلى استقرار العراق من خلال تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، مشدداً على ضرورة دعم المكون السني في البلاد، داعياً العراقيين إلى أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم حول الحياة السياسية، وأن يعملوا لأجل مصلحة بلادهم ومؤسساتهم. وحول اليمن، أكد الرئيس الأميركي أن الهدف الذي يسعى إليه هو إيصال المساعدات الإنسانية قدر الإمكان إلى هناك، موضحاً أن القمة أجمعت على دعم محادثات الكويت، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار أتاح بدء عملية تفاوض سلمية بين مختلف الأطراف. وعن الشأن الليبي، أوضح أنه اتفق مع قادة دول مجلس التعاون على تقديم الدعم والبناء لليبيين، ودعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في ليبيا.