روما - أ ف ب - أُبعدت مجموعة جديدة تضم 163 مهاجراً هي الثانية خلال ثلاثة أيام، في عطلة نهاية الأسبوع إلى ليبيا بعدما انتشلتها البحرية الإيطالية من البحر. وقال مصدر قريب من الملف إن البحرية الإيطالية انتشلت هذه المجموعة قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الوجهة المفضلة لهؤلاء المتسللين عندما يتوجهون من ليبيا إلى أوروبا. وذكرت وكالة الأنباء الايطالية «انسا» أن المجموعة وصلت صباح الأحد إلى ليبيا، موضحة أنها تضم حوالي خمسين إمرأة واثنين من المواليد الجدد. وهي المرة الثانية التي تطبّق فيها إيطاليا هذه السياسة الجديدة للإبعاد مباشرة، التي تدينها منظمات حقوق الإنسان وخصوصاً المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة والفاتيكان. وأكدت لاورا بولدريني مسؤولة المفوضية في إيطاليا، في مقابلة مع صحيفة «لاريبوبليكا» أمس، أن «طرد المهاجرين إلى ليبيا يتعارض مع حق اللجوء». وذكرت المفوضية أن ثلاثة ارباع المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا يطلبون حق اللجوء ويحصل 50 في المئة منهم عليه. وقالت بولدريني إن «ليبيا لم توقع معاهدة جنيف حول حقوق اللاجئين ولا تملك نظاماً لطلب اللجوء عبر وسائل الاتصال ولا يمكننا الدخول الى كل مراكز الاحتجاز». من جهته، رأى بيارو فاسينو مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) أن عمليات الطرد هذه ليس فيها أي شيء غير قانوني. وقال في مقابلة مع صحيفة «كوريري ديلا سيرا»: «أعرف أن ما قلته لا يلقى شعبية في اليسار. الإبعاد على الحدود تنص عليه الاتفاقات الدولية (...) إذا عُرف المكان الذي جاء منه هؤلاء المهاجرون بطريقة غير مشروعة فإعادتهم إليه أمر شرعي». وكان رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني دافع السبت عن حق بلاده في ترحيل المهاجرين الذين ضبطوا في البحر مباشرة إلى ليبيا، مؤكداً أن ليس هناك أي انتهاك لحقوق الانسان في هذه القضية. وقال برلوسكوني في مؤتمر صحافي إن ترحيل مجموعة من 200 مهاجر مباشرة إلى ليبيا الخميس «مطابق للمعايير الأوروبية والاتفاقات الدولية وقوانين حقوق الانسان التي لم ننتهكها (...) ليس هناك أي فضيحة» في هذه القضية. وأكد ان من حق ايطاليا «ترحيل» اولئك المهاجرين لأنهم لم يدخلوا المياه الايطالية عندما ضبطتهم البحرية الايطالية. من جانبه، أكد وزير الخارجية فرانكو فراتيني في المؤتمر الصحافي «انها ليست فقط مشكلة ايطاليا بل تخص أوروبا برمتها». ووافقت ليبيا للمرة الأولى الخميس على استعادة مجموعة من نحو مئتي مهاجر سري انطلقوا من سواحلها واعترضتهم البحرية الايطالية. وتشكل هذه المبادرة تحولاً في مكافحة الهجرة السرية اعتبرته روما انتصاراً، لكن المنظمات غير الحكومية والفاتيكان دانت هذا الأمر لأنه حرم المهاجرين فرصة طلب اللجوء.