افتتح وزير التعليم أحمد العيسى أول من أمس (الثلثاء) ملتقى ريادة الأعمال بعنوان: «الشباب همة وطاقة.. إبداع وأعمال»، الذي ينظمه معهد الملك سلمان لريادة الأعمال في جامعة الملك سعود، ويستمر ثلاثة أيام. وألقى مدير جامعة الملك سعود بدران العمر كلمة، خلال افتتاح الملتقى، قال فيها إن الاقتصاد الحديث اليوم يعتمد على المعرفة والإبداع والابتكار وتقنية المعلومات والتقنيات متناهية الصغر، بوصفها عناصر تفوق أهمية رأس المال النقدي والمواد والعمالة، كما يزداد اعتماد النمو الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المعرفي. وأوضح العمر أن من متطلبات بناء الاقتصاد المعرفي استخدام براءات الاختراع والابتكارات وحاضنات التقنية والحدائق العلمية، وتشجيع نشوء الشركات القائمة على منتجات مبتكرة وطنية. وقال إن جامعة الملك سعود جعلت الاقتصاد المبني على المعرفة ضمن خططها التنفيذية، من خلال إطلاق عدد من البرامج التطويرية، منها معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، ومعهد الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة، ومركز الأمير نايف للأبحاث الصحية، ومشروع وادي الرياض للتقنية، وحاضنة الرياض للتقنية، وبرنامج كراسي البحث، ومركز الابتكارات. وأبان أن برامج الجامعة التطويرية توّجت بإنشاء معهد الملك سلمان لريادة الأعمال عام 1429ه، ليكون أول معهد لريادة الأعمال في الجامعات السعودية، ويركز على نشر ثقافة العمل الحر، وتقديم تعليم وتدريب مميز، لإقامة مشاريع ريادية، تخلق فرص عمل للآخرين، وإنتاج بحوث تطبيقية، تسهم في بناء مجتمع المعرفة. من جانبه، أفاد المشرف العام على معهد الملك سلمان لريادة الأعمال إبراهيم الحركان بأن الملتقى يأتي تواصلاً وتحقيقاً للجهود في رعاية رواد الأعمال بالمملكة. وبيّن الحركان أن الملتقى يهدف إلى إبراز الدور المحوري في تعزيز مفهوم ريادة الأعمال، وتوجيه الشباب نحو العمل الحر، وإطلاق المواهب والإبداعات للطلاب والطالبات، وتبني الأفكار الابتكارية، ومشاريع ريادة الأعمال الواعدة، واستباق فرص النجاح، والتطوير ضمن الموارد المالية المتاحة، ضمن عدد من المحاور وورش العمل. وأشار إلى أن الملتقى سيوثّق الجلسات العلمية وورش العمل، في سجل إلكتروني يشمل جميع شرائح عرض المحاضرات، ويعد مرجعاً علمياً ومهنياً، وإضافة مميزة إلى مصادر علوم ريادة الأعمال، مبيناً أن المعهد يأمل، من خلال هذا الملتقى، بفتح آفاق ريادة الأعمال التي لا تؤخذ منفردة، بل لا بد من تضافر جهود الجميع والاستفادة من الخبرات المحلية والمجتمعية، التي تمثل قطاعات وشرائح المجتمع كافة، لتوضيح الصورة، وذلك من خلال المعرض المصاحب، الذي يتيح للجهات المشاركة طرح ما لديها لخدمة رائد العمل. بدوره، أكد وزير التعليم أن أهمية هذه الملتقيات أنها تجمع صناع القرار من القطاعين العام والخاص، وخبراء المال والأعمال في الجهات التعليمية، ومراكز البحث والتطوير، والممارسين من الشركات الريادية، لتعزيز منظومة ريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي في المملكة، وتعزيز الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، بما يسهم في تحقيق تنمية وطنية مستدامة، وبيئة محفزة للاقتصاد المعرفي، تجعل المملكة في وضع تنافسي ومميز بين دول العالم. وأفاد العيسى بأن وزارته تولي أهمية بالغة لهذا الجانب، وأنها أطلقت مبادرة «صناع الأعمال»، الهادفة إلى تمكين الجامعات السعودية، للإسهام الفاعل في قيادة وتوجيه ودعم التنمية الاقتصادية المحلية، وفق أسس راسخة من التكامل التنموي والاحتراف المهني، وتوفير البيئة الحاضنة والملائمة للطلاب والطالبات والخريجين، ودعمهم للإسهام المباشر في التنمية المحلية ، إضافة إلى مساندتهم لتأسيس وإدارة وتملك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في قطاعات اقتصادية مستهدفة، ذات قيمة مضافة للتنمية المحلية، ورفد الاقتصاد الوطني. وأوضح أن الوزارة دأبت على إقامة المؤتمر العلمي السنوي للطلاب وطالبات الجامعات السعودية، الذي أدرج محور صناعة الأعمال، بوصفه أحد المحاور الرئيسة للمؤتمر. وذكر أن جميع هذه المبادرات تأتي حرصاً من الوزارة على تنمية فكر ريادة الأعمال لدى طلاب التعليم العام والتعليم العالي، لتخريج جيل يهتم بصناعة الأعمال، ليصبح صاحب عمل، بدلاً من البحث عن وظيفة.