«أنا أتعلم بفلوسي!» هل أصبحت هذه العبارة كافية ليرمي بها الطالب في وجه معلمه ومدير مدرسته ووزارة التعليم، وإهانة كل من يعلمه ويربيه ويسائله، لمجرد أنه حفظ هذه العبارة عن ظهر قلب؟ وهل أصبح الراتب الضئيل الذي يتلقاه المعلم في المدرسة الأهلية ثمناً لكرامته؟ أم غدت الرسوم التي تأخذها المدارس الأهلية ثمناً لكرامة هذه المدارس ومنسوبيها؟ وما موقف وزارة التعليم؟ بل ما موقف أولياء الأمور أنفسهم من سوء أدب أبنائهم تجاه معلميهم، وامتهانهم كل صباح؟ أسئلة تثور وتعصف بأذهان الأجيال، في ظل انتقاد أولياء أمور سلوك طلاب مدرسة أهلية في الرياض أخيراً، وتصرفاتهم المسيئة إلى معلمهم وللتعليم ولزملائهم في المدارس عموماً. وأكد مصدر مطلع في حديث ل«الحياة» (فضل عدم ذكر اسمه) أن تصرفات الطلاب تجاه العملية التعليمية والمعلم بشكل عام سيئة، مضيفاً أنهم يرتكبون السلوكيات داخل الفصل من غير رادع لهم، وأنهم انتهجوا سلوكيات غير أخلاقية، منافية للاحترام، لا لآبائهم المعلمين، ولا للمؤسسات التربوية، تتضمن السخرية ورفع الصوت والتندر بمربيهم. كما أبدى تربويون كثر في مواقع التواصل الاجتماعي، استياءهم من مقطع استهتر فيه طلاب بمعلمهم داخل الفصل، ووصفوه بأنه «مسيء»، مشددين على أنه يجب أن يكون ثمة رادع قانوني لمثل هذه الحالات، «حتى لا تتفاقم هذه القضية ونخرج جيلاً من المجرمين مستقبلاً». وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت على مر اليومين الماضيين بعض سلوكيات طلاب مدرسة أهلية في منطقة الرياض، تعاملوا مع معلمهم داخل الفصل بسلوكيات غير أخلاقية، وبعدم احترام المعلم والمؤسسة التربوية التي يعمل فيها. من جانبه، أكد المستشار القانوني محمد الجذلاني ل«الحياة» أن المشهد الذي تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع السعودي «مفزع، ولا يبشر بخير». وقال: «لا أعتقد أنه يمكن التعامل مع مثل هذه السلوكيات إلا بمحاكمة تنتهي إلى عقوبة تعزيرية رادعة لهؤلاء، باعتبار ما فعلوه مخالفة أخلاقية وتربوية شنيعة، ليكونوا عبرة لغيرهم». وأضاف: «بعد معاقبتهم يجب إخضاعهم لبرنامج سلوكي يحولهم من (السلوك الحيواني) إلى السلوك البشري الحضاري، ليمكن اعتبارهم أفراداً أسوياء صالحين للتعامل مع الحياة بوعي وإيجابية». وواصل: «إن المشهد، إضافة إلى مشاهد سابقة مماثلة، وأخبار نسمعها أحياناً عن مشاجرات في المدارس، تصل إلى استعمال السكاكين والأسلحة بين الطلاب، كل ذلك ينذر بخطر، وأن بيننا من هم محسوبون على فئة الطلاب، والشبان محتاجون إلى تدخل عاجل من الدولة لإصلاحهم نفسياً وسلوكياً وتربوياً»، معللاً ذلك بأنهم في هذه الحال يعدون «مشاريع مجرمين قادمين». من جانبه، أوضح مدير الإعلام التربوي المتحدث الرسمي ل«تعليم الرياض» علي الغامدي ل«الحياة» أن مكتب التعليم الذي تتبعه المدرسة فتح تحقيقاً موسعاً مع الطلاب، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم. وبيّن الغامدي أنه سيتم تطبيق «لائحة السلوك» ضدهم، مشيراً إلى أنه تم تحديد المدرسة والطلاب الذين لم يحترموا معلمهم داخل الفصل، من خلال المقاطع التي انتشرت أول من أمس (الإثنين)، وبدأت لجنة للتحقيق بشكل عاجل، «وسيصدر بيان بنتيجة التحقيق لاحقاً».