حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من تحوّل الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست «وثيقة فارغة»، معتبراً أن الاتفاق سيدوم «إذا لمس الإيرانيون ثمراته». وقال لمجلة «در شبيغل» الألمانية: «لم نشارك طيلة أكثر من 30 شهراً، في واحدة من المفاوضات الأكثر كثافة، لنحصل على وثيقة فارغة». وأضاف: «الشعب الإيراني ينتظر نتائج ملموسة للاتفاق، وسيدوم في حال لمس الشعب ثمراته على أرض الواقع». ولفت الى أن «استمرار الاتفاق لمدة طويلة، يستلزم بناء علاقات استثمارية»، معتبراً أن «ايران تتمتّع الآن بأفضل فرص الاستثمار الربحي في العالم». وحض الولاياتالمتحدة على تسهيل التعاملات التجارية والمالية بين طهران ودول الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «تريد السياسة الإيرانية من أميركا الامتناع عن التدخل في شؤونها. عليها أن تقول أن لا إشكالية في العلاقات الاقتصادية مع ايران. يمكن قول ذلك بإنكليزية بسيطة، ولا يحتاج إلى تعقيدات قانونية». إلى ذلك، أعلن سيرغي ستورشاك، نائب وزير المال الروسي، أن موسكووطهران نجحتا في تسوية كل المسائل القانونية المتعلقة بإقراض الثانية أكثر من خمسة بلايين دولار، وزاد: «انتهينا من كل المسائل، وتتبقى فقط الخطوات الإجرائية». وكانت موسكو وافقت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على منح هذه القروض، لتمويل مشاريع مشتركة في البنية الأساسية والنقل والتنقيب الجيولوجي في إيران، بمشاركة شركات روسية. في غضون ذلك، أعلنت سيول أن الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي ستزور طهران بين 1 و3 أيار (مايو) المقبل، مشيرة إلى أنها ستناقش مع نظيرها الإيراني حسن روحاني التعاون في الطاقة والهندسة، إضافة إلى الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وذكر مكتب بارك أنها تأمل بأن تساهم الزيارة في تعزيز العلاقات بين الجانبين، علماً أنها ستكون الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى إيران، منذ إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين عام 1962. وتفيد معلومات بروابط عسكرية مشبوهة بين ايران وكوريا الشمالية. وأعلن مسؤول في الرئاسة الإيرانية أن زيارة بارك ستشهد توقيع وثائق تعاون، مشيراً إلى «علاقات عريقة تربط البلدين». في طهران، قال وزير النقل الفرنسي ألان فيدالي أن بروتوكول اتفاق أُبرم خلال زيارة لروحاني إلى باريس في كانون الثاني (يناير) الماضي، من أجل شراء إيران 118 طائرة من طراز «آرباص»، بات في المرحلة الأخيرة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني عباس أخوندي: «أكثر من 10 في المئة من مكوّنات طائرة آرباص من أصل أميركي، ولاستكمال الاتفاق علينا نيل ترخيص من هيئة أميركية» هي المكتب الأميركي لمراقبة الأملاك الأجنبية «أوفاك»، وهو تابع لوزارة الخزانة. وكان فيدالي وصل الأخذ على متن الرحلة الأولى للخطوط الجوية الفرنسية «آر فرانس» بين باريسوطهران، بعد توقفها منذ عام 2008، بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على إيران. وأعرب فيدالي عن «اعتزازه باستئناف الرحلات المباشرة» بين فرنساوإيران، معتبراً أن «القدرة على التنقل بين باريسوطهران أمر أساسي من أجل إبرام شراكات». أما رئيس مجلس إدارة «آر فرانس» فريديريك غاجي فأشاد ب «حرارة» الاستقبال الذي لقيته الشركة الفرنسية لدى عودتها إلى طهران.