دبي - رويترز - لن تعزز خُطَطُ قطر لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصفاة رأس لفان للمكثفات إلى المثلين طاقتها من إنتاج وقود الديزل والمكثفات الوسيطة الأخرى فقط، وإنما ستعطيها أيضاً ميزة اقتصادية على المصافي الأخرى في المنطقة. وتحويل المكثفات إلى وقود عالي القيمة مثل وقود الديزل ووقود الطائرات أرخص من معالجة كثير من خامات المنطقة التي تعالجها المصافي المنافسة. وتسعى قطر - أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم - إلى تعزيز إنتاجها من المكثفات ليبلغ 750 ألف برميل يومياً بحلول 2014، أي أكثر من مثلي الإنتاج الحالي البالغ نحو 350 ألف برميل يومياً، وما يعادل تقريباً إنتاجها من النفط الخام. وزاد إنتاج هذا المكافئ النفطي الخفيف منخفص الكبريت سريعاً في قطر، في الوقت الذي تسعى فيه لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى 77 مليون طن سنوياً هذا العام، وتحصل عليه المصفاة بكلفة منخفضة كمنتج ثانوي لعملية إنتاج الغاز. وقال رئيس «آسيا باسيفيك» لاستشارات الطاقة ومقرها هيوستون أل ترونر: «سيكون بوسع قطر أن تعرض سعراً أفضل على عملائها، لأن هذا المكثف لا يكلفهم شيئاً تقريباً». وسيمنح هذا مصفاة قطر ميزة على بقية المصافي التي يجري إنشاؤها أو التخطيط لإنشائها في المنطقة، والتي تعالج خامات ثقيلة. وذكر محلل لقطاع الطاقة مقيم في آسيا: «إنها لعبة أرقام في نهاية الأمر. إذا استطعتَ تكرير منتجات عالية الثمن بكلفة منخفضة وبيعها بسعر مرتفع فأنت الفائز، وهذا هو الحال بالنسبة إلى قطر». ولن تؤدي توسعة مصفاة رأس لفان إلى زيادة إنتاج الوقود عالي الجودة فحسب، لكن المكثفات ستمنح المصفاة مرونة أكبر من المصافي التي تعتمد على الخام للوفاء بأنماط الطلب المتغيرة، من خلال تعديلات في طريقة عمل المصفاة. وأضاف ترونر: «إذا تم التنسيق وجرى تطوير المزج بعض الشيء فسيمنح ذلك قطر مرونة كبيرة في تسويق منتجات عالية الجودة، وتغيير طريقة الاستفادة القصوى من أي منتج بعينه». وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصفاة رأس لفان 146 ألف برميل يومياً من المكثفات، وتنتج 24 ألف برميل يومياً من السولار، و52 ألف برميل يومياً من الكيروسين ووقود الطائرات، وثمانية آلاف برميل يومياً من غاز البترول المسال. ويوجه معظم هذا الوقود إلى أسواق في جنوب شرق آسيا وأوروبا. وتعتزم قطر مضاعفة طاقة المصفاة إلى المثلين، وهو ما سيجعلها مصفاة متوسطة الحجم في المنطقة. وتابع ترونر: «سيشعلون المنافسة مع السعودية والكويت، خصوصاً في صناعة نواتج التقطير الوسيطة، ستصبح قطر مورداً من نوع جديد». وأشار إلى أنه من المتوقع أن تضيف السعودية نحو 800 ألف برميل يومياً إلى طاقتها التكريرية بحلول 2015، لكن استثماراتها الضخمة واعتمادها على تكرير الخام سيمنحان قطر ميزة مريحة. وبحسب بيانات مؤسسة «فاكتس غلوبال انرجي»، فإنه من المتوقع أن ينمو إنتاج المكثفات في الشرق الأوسط بما يراوح بين ثلاثة ملايين و3.5 مليون برميل يومياً بحلول 2020 من نحو 1.5 إلى 2 مليون برميل يومياً حالياً. وتسهم قطر بنحو 27 في المئة من الإنتاج الإجمالي من المكثفات في المنطقة، بينما تبلغ حصة السعودية 19 في المئة. وتعتزم قطر تعزيز إمدادات نواتج التقطير الوسيطة من خلال مشروعها المشترك مع «رويال داتش شل»، لتحويل الغاز الطبيعي إلى سائل بكلفة 19 بليون دولار، وتصفها «شل» بأنها أضخم مشروع للطاقة في العالم. واشترت قطر للبترول حصة في مشاريع مشتركة لشركة «رويال داتش شل» في قطاع البتروكيماويات في سنغافورة. وستمد قطر بموجب الصفقة المحطات بالمكثفات وغاز البترول المسال بأسعار رخيصة. وقال ترونر: «سيبيعون بأقل من أسعار السوق... فقط للحفاظ على أحجام «مبيعاتهم».