أكدت جانيت يلين في أول كلمة لها بصفتها رئيسة البنك المركزي الأميركي الاثنين أن الدعم الاستثنائي من الاحتياطي الفدرالي للاقتصاد "لا يزال ضرورياً" وسيبقى كذلك "لبعض الوقت". واعتبرت يلين في مؤتمر مصرفي حول مساعدة المستثمرين المحليين في شيكاغو (ايلينوي، شمال الولاياتالمتحدة)، ان الاقتصاد الاميركي "ما زال بعيداً جداً عن تحقيق الهدفين اللذين حددهما الاحتياطي الفدرالي"، أي معدل عمالة في حده الاقصى في اطار من استقرار الاسعار. وأضافت يلين ان التضخم الذي بلغ 0,9 بالمئة وفقاً للوتيرة السنوية في شباط (فبراير) "أدنى بكثير من الهدف الذي حدده البنك المركزي على المدى الطويل، أي 2 بالمئة". وأوضحت أن غالبية اعضاء لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي الأميركي ترى ان الحد الاقصى لمعدل عمالة مثالي يراوح بين 5,2 بالمئة و5,6 بالمئة، اي ادنى بكثير من نسبة ال 6,7 بالمئة المسجلة في شباط (فبراير). واشارت رئيسة الاحتياطي الفدرالي في كلمتها التي تركزت خصوصا على العمل الى ان معدل البطالة "يفوق اعلى معدل بلغه خلال فترة الانكماش في 2001"، واكثرت، في صورة غير اعتيادية لرئيس احتياطي فدرالي، في اعطاء الامثلة البشرية. وقالت "هناك اشخاص حقيقيون وراء الاحصاءات". واضافت ان "الكثير من الاميركيين يشعرون بالنهوض الاقتصادي وكأنه انكماش". وتابعت "ما من شك ان الاقتصاد وسوق العمل لم يعودا بعد الى وضع طبيعي"، لافتة مع ذلك الى ان الاقتصاد اوجد شهريا وظائف جديدة منذ 41 شهرا، وهي من اطول الفترات. ورات ان معدل بطالة من 6,7 بالمئة "يبالغ في شان التقدم الذي تم احرازه في سوق العمل" وخصوصا بسبب الضعف التاريخي لعدد الاشخاص الذين كانوا او ما زالوا يبحثون جديا عن عمل --وهو 63 بالمئة مقابل 66 بالمئة قبل الانكماش. وذلك لان نسبة ال 6,7 بالمئة هذه لا تشمل العمال المحتملين الذين يرفضون البحث عن عمل ولا تاخذ في الحسبان السبعة ملايين الذين يبحثون عن اكثر من عمل بدوام جزئي، كما قالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي. واعتبرت يلين أيضاً أن "هذه القدرات الفائضة" في سوق العمل تحد من زيادة الرواتب. وقالت ان "هذا الضعف في سوق العمل من العوامل التي حالت دون زيادة الرواتب بالتاكيد". واضافت "ارى شخصيا ان هذا الضعف في نمو الرواتب هو اشارة اخرى الى ان الاحتياطي الفدرالي لم ينه عمله". وفي هذه الظروف، فإن التزام الاحتياطي الفدرالي بمواصلة سياسة ملائمة التزام "قوي": "فالاحتياطي الفدرالي جدد للتو عزمه على ابقاء الدعم الاستثنائي لبعض الوقت"، كما قالت. وكانت يلين تشير بذلك الى الوعود التي قطعتها لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأميركي في بيانها في 19 اذار (مارس) حول الاحتفاظ بمعدلات فائدة قريبة من الصفر "خلال فترة طويلة" بعد نهاية العمليات الاستثنائية لضخ السيولة (55 بليون دولار شهرياً). وأثارت يلين الاحباط في الاسواق انذاك عندما اعلنت انه يمكن رفع معدلات الفوائد بعد "ستة اشهر". واستقبلت وول ستريت بايجابية كلمة يلين الاثنين بحيث ربح "داو جونز" 130,20 نقطة عند الظهر. والجمعة تنشر الحكومة الاحصاءات حول العمل لشهر اذار (مارس) ويتوقع المحللون تراجعا طفيفا لمعدل البطالة الى 6,6 بالمئة ضافة الى ايجاد 195 الف وظيفة جديدة بعد 175 الفا في شباط (فبراير).